جر عكسي لمياه الديسي(المحرنة)
رمزي الغزوي
23-06-2007 03:00 AM
بعد سنوات عطاش من التلكؤ والتلعثم والعودة للمربع الأول في مشروع جر مياه الديسي لعمان؛ سيقول الحالمون منا: أن الأردنيين لو أقلعوا عن التدخين لسنتين متتاليتين فقط؛ لسددوا بذلك كلفة جر مياه الديسي لعمان، ولكفاهم ذلك جميلة أحد، أو لو كفوا وصاموا عن الثرثرة بالخلويات لسنة لحصلنا النتيجة ذات بيسر، إنما الاقتصاديون منا سيدعون إن الأمر يحتاج إلى قرار حاسم وصارم بهذا الشأن، يتضمنه البعد عن التهويلات والتخويفات، أما أنا فأقول أن المشكلة العويصة لا تتعدى كونها مسالة مصطلحات فحسب، فكلمة (جر) كلمة بغيضة وقاسية، لا تتناسب مع سلاسة المياه وهدوئها!!.الجر كلمة تعطينا إشارات حاسمة وواضحة أن هناك (تحرين) وزعل وحرد، فالأشياء بطبيعتها الذاتية تأبى الجر، ولهذا ربما كان على المسؤولين أن يهتموا بالشكل أكثر ويدققوا فيه، فكلمة دفع مياه الديسي، ربما ستكون أكثر (لحلحة) من الجر والجرجرة، وحتى كلمة شفط ستكون أمتن وأجدى، لولا أنها قد تلقي بظلال غير مستحبة!!.
الخبراء في الأشياء المستعصية سيقولون ربما على الأردنيين أن يتناسوا أمر مياه الديسي ويكابروا على عطشهم لسنتين أو أكثر، ريثما تنفك العقدة والحجاب عنها، حتى أنني كلما سمعت أن هناك تعثراً في جرها أتخيل أن هناك حماراً أو بغلاً أصابه الحرن الشديد، أي أنه توقف وتصنم في مكانه ولن تزحزحة مزحزحة، ولهذا سيقول الضالعون في أمر التحرين أن ونشاً كبيرا لن يستطيع جر حمار محرن، مهما اتخذنا من الحبال سبيلا!!.
وقد كان ضربة لازب على الرجل العجوز أن يتدخل بحنكته للإدخال الحمار على ظهر السفينة، فصاحب الحمار ومعه الكثير من الرجال حاول جهدهم جر الحمار بالحبل للإرغامه على دخول السفينة، لكن الحمار حرن واستعصم وصمم ألا يتزحزح رغم العصي والأسواط النازلة على صفحة ظهره ورأسه من كل يد، وأخيراً يرفع أذنيه في إشارة أكيدة على أنه لن يرضخ لهم ولو على جثته!!.
ويتدخل الرجل الحكيم بعدما ييأس الجميع، فيطلب من الرجال أن يبتعدوا عن الحمار، ثم يقف خلفه وبسرعة خاطفة يأخذ بيديه ذيل الحمار، ويشده بعنف إلى الوراء، شداً عكسياً، عندها فالحمار- ولأنه حمار- يعتقد أن الرجل يريد إرغامه على دخول السفينة، كما فعل الرجال السابقون، ففيفر قافزاً قفزة هائلة توصله إلى بطن السفينة حيث المراد، فتعجب الناس من ذكاء هذا الحكيم!!.
مياه الديسي لا تحتاج إلى تغيير أسماء، ولا تحتاج إلى اجتراح معجزات، ولا تحتاج إلى خدعة الجر العكسي كاستراتيجية الرجل العجوز، إي أن نحاول جر مياه الديسي إلى البحر الأحمر، فعساها تقفز إلى عبدون والشمساني.. ربما نحن بحاجة إلى إرادة حقيقية تشعر بالعطش!!.
ramzi972@hotmail.com