جلالة الملك والقومية العربية
العين فاضل الحمود
31-08-2021 12:05 AM
بقي الأردن وعلى مدارِ السنوات يقف وقوف الطود المنيع لدعم القومية العربية النابعة من حرصه على تدعيم الوحدة وبسط المساحةِ المطلوبة من التشاركية الإيجابية وفتح آفاق التعاون والتشاورِ والانسجامِ الطامح إلى تذليلِ التحدياتِ والعقباتِ وفتحِ آفاق الإبداع والتطور الرامي إلى الأخذ بعينِ التميّز الضامن لمستقبلِ الأجيال العربية القادمة وإخراجِ المنطقة برُمتها من براثنِ القبوعِ تحتَ مسميات دول العالم الثالث، خصوصا وأن المعطياتَ باتت تحمل مؤشرات واضحة إلى ضرورةِ استغلال الإمكانيات المتاحة والاستفادة من البُعدِ الإقليمي للمنطقةِ العربية لتجعلَها في طليعةِ دول العالم.
إن الحرصَ المباشرَ لجلالةِ الملك على الوقوفِ باتجاهِ مُجمل القضايا العربية ذاتَ الوسمِ القومي، والمبادرة لتقصيرِ المسافةِ المشتتةِ لتوحيدِ الإرادة وصهرِ كل الطموحات في بَوتَقةِ العمل الجاد وفقَ المصلحةِ العامة يعكسُ مدى القناعةِ السياسية للأردن بضرورةِ الاستناد إلى مبدأ التشاركيةِ الدافعة إلى التكامُليةِ القادرة على مجابهةِ التحديات الطارئة التي باتتْ تشكلُ خطرًا عالميًا مُحدقًا بالجميع.
إن ما تَحدثَ به جلالةُ الملك في بغداد يعكسُ مدى الجِدّية في إيجادِ أرضيةٍ مشتركةٍ تضمنُ تقاربَ وجهات النظر وتبني أركانَ الحوار الجاد الماضي إلى التعاونِ والشراكةِ في تذليلِ العقبات من خلالِ تحقيق التكامُل الإقتصادي والصناعي الهادف إلى تحقيقِ المصلحة الفضلى للجميعِ، والتأكيد على أن الجميعَ شركاءٌ في ضرورةِ المحافظة على السيادةِ المُطلقة للبلاد العربية من خلالِ التعاون الكامل في مجابهةِ الإرهاب الذي يحاربُ بيئةَ التطور الخصبة لضمانِ إدارة عجلة التنمية وتسارع الازدهار واستدامة الإعمار، ليتأتى هنا تحقيقُ أحلام الشعوب ودفعهم إلى المُضي في رَكبِ التطورِ العالمي المُتسارع.
إن إدراكَ جلالةُ الملك أهميةِ ترسيخ الدور المؤسسي وبسطِ يد القانون وتدعيمِ المنظومة الأمنية لدى جميع الدول العربية وفقَ نهج التعاونِ والتنسيقِ على الصعيدينِ العربي والدولي، يشكلُ إنطلاقةً حقيقيةً وواثقة ًنحو آفاق المستقبل فكانَ هُنا حديثُ جلالة الملك الواضحِ بإتجاه ما قامَ به الشعبُ العراقي والحكومةُ العراقية من إجراءاتٍ جِديةٍ لاجتثاث التطرّف وتعزيزِ الوحدة والاستقرار مشيرًا هُنا إلى الدور ِالعربي في هذا الإتجاه فكان كلامُ جلالة الملك واضحًا للجميعِ عندما قال: «إن أمنَ وإستقرارَ العراق من أمننا واستقرارنا جميعًا».
ويؤكد جلالةُ الملك دومًا ضرورةِ التعاون في مجابهةِ التحدياتِ العابرة للحدودِ، كنقصِ الغذاء وتداعياتِ وباء كورونا والانحدار الاقتصادي وضرورةِ توحيد الإرادة وترسيخ الأفكار القومية في هذا الاتجاه وفقَ معطياتِ تبادل الخبرات وتدعيمِ الإمكانيات وسدِ النقص في جانب على حسابِ الزيادة في الجانبِ الآخر فيكون الكمالُ صبغةَ العموم وليصبحَ همُّ الفرد الكل ويبقى الكل حريصًا على الفردِ فتصبح القوةُ طابعًا والحياة إرادةً ليتجلى لنا هُنا قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم (يدُ الله مع الجماعةِ).
الرأي