ان تمكين المراة بالعلم والعمل وتولي المواقع في القطاع العام والخاص، سيما المشاركة السياسية الفاعلة, لبناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية, تعبر عن نبض الناس وامالهم وامانيهم وحقوقهم التي اقرها الدستور, ان هذا التمكين امر ضروري، وفي غاية الاهمية ، ولا بد ان يلقى كل الدعم والاحترام والتشجيع من الجميع، تمكين حقيقي وليس استغلال ودعاية..
ولكن ما نسمعه من تصريحات، وما نراه من بعض الممارسات، عبر وسائل التواصل الاجتماعية، في بعض الاحيان، من طروحات تناقض الوجدان وتصادم المجتمع، وتشكل تضارب مع الاعراف والقوانين ، وتشكل استهجانا وزوابع وبلبلة، انما تشكل اكبر ضرر على تمكين المراة الحقيقي باعتبارها الاساس في المجتمع.
امريكا والغرب وتحالف من نحو 47 دولة، تدور في فلكهم، عملوا في افغانستان عسكريا واستخباريا ومؤسسات مدنية وجمعيات دولية ومجتمعية، تدور في فلكهم ايضا، وانفقوا نحو 3 تريليون دولار ، وعلى مدى نحو 20 عاما، كل ذلك واكثر مما لا نعرف، عجزوا تماما على ارساء اي مفهوم او قيمة من قيم الغرب وعاداته واعرافه ، سيما السلوكية والحريات الشخصية والاعراف والقيم المجتمعية، حدا عجزوا فيه ان يخرجوا الى الشارع عشر فتيات افغانيات حاسرات الراس" بدون غطاء الشعر" حتى وهن بلباس محتشم تماما..
بينما بالمقابل، نرى ان المرأة الافغانية اقبلت من تلقاء نفسها على التعليم والعمل والمشاركة والريادة، جنبا الى جنب مع التزامها بالقيم الاسرية والاعراف المجتمعية الافغانية، وفرضت احترامها على المجتمع الذي وقف الى جانبها ودعمها، بل وفرضت واقعا افغانيا جديدا جعلت الجميع تتقبل هذا الواقع وتقر به دون تردد او مورابة عبر عدة تصريحات وممارسات اكدت على ذلك..
واخيرا، ان ما يظهره البعض، بحركات ديكورية دعائية مستفزة واحيانا تخدش الحياء، من وحي الوهم والخيال، لن يغير نواميس المجتمع ولن يسهل للمرأة التمكين كما يجب ان يكون..؟!!