الدول الراقية ترتدي حللا زاهية وشوارعها نظيفة باهية ومصانعها حجة في الإنتاج من كل زاوية ومعاملها تحفة غير متناهية ومزارعها جميلة شادية وأهلها ملتزمون بالأخلاق الوافية وجامعاتها تكرس العلوم الفائقة ومخرجاتها في كل مجال عبرة لائقة.
تحقق لها ذلك لاحترامها العقول والنهي والابتعاد عما هو ساقط المحتوى وعديم الفائدة والجدوى واختيار الكفاءات ذات العقول والرؤى والاستقامة والتقوى والموضوعية وعدم البحث عن الهوى والغرق في الفساد والنجوى.
وفي الدول المبتلاة بالمحن والكرب يوسد الأمر إلى غير اهله في كل درب ويعتلي المناصب من هو مبتذل من كل حدب وجاهل من كل صوب ومعيق ومحبط لكل سرب ومتمسك بالرأي الهزيل في كل محطة ودرب.
يستبعد الاكفياء ويجافى العلماء ويحيد الشرفاء فتراهم قابعين في البيداء وجاثمين في الصحراء تستقطبهم دول تبحث عن العلماء لترتقي بهم في كل سماء فيصنعون لها المنجزات الزهراء ويجدون التقدير والوفاء.
متى تحيد سوداوية الاراء ونزعات الهوى والاغواء ومصالح الوصوليين الاغنياء وتظهر العيون الخضراء ويستفيد الوطن من خبرات الانقياء.