هجرة الكثير إلى وطني الحبيب وإن كانت واقعا مؤلما إلا أنها ترتيب رباني وهذا ما أعتقد .
منذ مطلع الستينات والأردن إلى يومنا هذا يشهد موجات لجوء كبيرة على المستوى الجماعي والفردي إما بسبب الحروب أو لأسباب أخرى وأهمها ما يجده الكثير على أرض الواقع من راحة وأمان، وكأن لسان الحال يقول: حليب الأم ودفء حضنها _ الأردن _ لا غنى عنهما.
وبالرغم من قلة موارده وظروفه الصعبة، لا بل العصيبة التي ما يزال يمر بها إلى يومنا هذا إلا أنه تحمل الكثير، فدخول اللاجئين أفواجاً.. شكل عبء ثقيلا على كاهله ومنافسة قاسية لأفراد أسرته، ففي الواقع تزامن اللجوء مع الانفجار السكاني الكبير _ وخصوصاً في العقود الأخيرة _ مرهق جداً .
نعم .. واجب المسلم أن يكون في عون أخيه المسلم وأن لا يتخلى عنه في المحن ، إلا أن توزيع الحمل على الكل يسهل حمله ، وأعني بذلك أن تتحمل الدول العربية والإسلامية دون استثناء شيئاً من المسؤولية تجاه إخوتنا اللاجئين من كافة البلدان ، ولكن أن يكون الأردن هو البلد الوحيد الذي يدفع الضريبة هذا الظلم بعينه، عدا عن الضغوطات السياسية والاقتصادية والتي تعدُّ ألما واقع وواقعا مؤلما.
لقد قدمت بعض الدول المساعدات المادية والعينية _ مشكورة _ ولكن ليس بالقدر الكافي الذي يحقق حياة معقولة ومقبولة بالنسبة للمواطن الأردني ولإخوتنا اللاجئين.
رسالتي لا تحمل رائحة المسألة ( الشحدة ) في الحقيقة، بقدر العتب وعلى قدر المحبة، والله من وراء القصد