يظن بعض الموسرين مخطئين ان الأردنيين اغنياء وانه لا يوجد فقر في الأردن وهم يتحدثون من بروج عاجية ومن مشاعرهم بانهم اغنياء فلا يرون الفقر ويضربون على ذلك أمثلة لا تستند إلى أي دليل علمي وإنما يحكمون على بعض المظاهر الخاوية متخذينها سندا لما يقولون ومن ذلك أن المطاعم تعج بمرتاديها وان المقاهي ملأي بالزبائن وان السيارات الخاصة تزدحم في الشوارع ويتساءلو أين الفقر مع هذه المظاهر.

ربما لا يعلم أولئك الموسرين ان معظم السيارات الخاصة التي يرونها اشتريت بالقروض وان اصحابها حساباتهم مكشوفة في البنوك وكثير منهم عاجزين عن إجراء الصيانة لها إلا بالكاد. ولا يعلم أولئك ان المترددين على المقاهي والمطاعم لا يشكلون الا نسبة ضئيلة من المجتمع وهم من فئة الشباب العاطل من العمل والذين يتلقون مصروفهم من ابائهم

وأما الغالبية العظمى من الشعب الأردني فهم يرزحون تحت نير الفقر والجوع ومشاق الحياة إذ يضطر بعضهم إلى اقتناء السيارات لا نعدام المواصلات المنظمة والمرتبطة بتوقيتات تمكنهم من الوصول إلى أماكن عملهم وسكناهم في الوقت المناسب خاصة مع انتشار المطبات العشوائية في الطرق وكثرة الحفر والتحويلات وسوء البنية التحتية.

ان إطلاق الكلام على عواهنه دون دراية بالواقع المؤلم للمجتمع الذي يعاني من تفشي البطالة والفقر والجوع والفساد امر مؤلم ينم عن عدم الشعور والتضامن مع أهل المحنة والابتلاء ويؤشر على النزعة الفردية والإثرة وعدم الشعور مع الآخرين.

اللهم احفظ الوطن وأهله وقيض له من المخلصين الذين يسعون إلى بنائه وتنميته وتوفير الحياة الكريمة لابنائه.