في الآونة الأخيرة اصبح لدى العموم ترف التنظير والحديث و الخوض في كل مسائل واحداث الكون ولم يُكتفى بالحديث والنقاش لا بل وتعدى الامر مستوى الحديث الى مستوى أشد ترفاً وشَرَعَ البعض بتقديم الحلول و السيناريوهات في شتى المجالات لكل دول العالم.
مثلنا مثل مسؤولينا يتحدثون في كل المجالات الا مجال وظيفتهم واذا تجرؤ على ذلك فسوف ترى عجب العجاب من شدة اخفاقهم.
فنحن بمجملنا لا نملك هذا الترف ولا نستحق ان نخوض برحابه فالدينا من الهموم والسموم ما عجز و يعجز عنها العطار والحكيم و لاعب الحبال.
تخيلوا لو اننا اتخذنا قراراً ان نمتهن التخصصية في سلوك حياتنا سنرى اننا نتقن ما تخصصنا به ونصبح اكثر ميولاً لترف التحدث المبني على التخصصية و الاتقان.
فنحن لا نملك ترف متعة اضاعة الوقت فالتاريخ تخطانا بمراحل، ولا نملك ترف الرفاه فالرفاه لم يطرق باب جيبوبنا ، ولا نملك ترف الاختيار فخياراتنا دائما كانت علينا نقمة ، ولا نملك ترف الريادة فجلنا رؤوس ولا يوجد بيننا قنارة ، ولا نملك ترف القيادة لأننا نعيش برمجة ممنهجة لا يحيد عنها متفرعٌ الا واهلكته البقية المتضررة، ولا نملك ترف السياسة والتشكل فكل احزابنا مستوردة و نهرف بما استهلكه الغرباء.
اذن لنعيش واقعنا لنرى صورته بوضوح و نحشد طاقتنا لتشكيل كل ما يليق بنا وعلى مقاسنا و الا فالهاوية قاب قوس وليس قوسين.