قصص قصيرة: للبيتزا طعم مختلف معك
حسين دعسة
27-08-2021 12:11 AM
جاء في الأثر المنسوج من تطريز وتوشيح، ان هوامش الحكاية تنحاز الى غياهب يجادلها حلم أزلي، ذاك الرسام الملون لما أراد ان يحس بالحاجة الى قلب من السكر، جمال من بتلات الياسمين الابيض كغيمة تستقر في سماء الوجد ولن تغير، جادلها بائع سريالي يلملم غريب الناس وينطق سواد العيون ويخيط الماء،الى ان قال منجما في خيط حرير وبخور: «عاهدت حرير الروح؛ انني لن ابكي، فقط، سأدع دموعي تنهمر، مطرا يغسل عينيك.. ويعطر حضنك..
- لن تتوقف.»
-لماذا هذا..!
-لأنني عاشق يجوب خفايا الاثر وأرقب الأتي من بعيد، ولآ يليق بي الهجرا واللوعة، بيتي من زجاج ملون،لكنه ليس هشا ويصبر علآ صوتي ويتتبع جمال سيدتي المتعبة، التي تقدس النهر وتحدث العصافير، تتفنن في اللعب مع عصابة القلب الأبيض التائة، يرصد تلك اللحظات الرغبات من جدل العائلة اليومي، تفتح له بالفنجان، تعطر ضفائر شعر البنات بالحناء والبلسم والسحر، والحبهان، قد تبكي ولكنها لا تعترف لي دوما.
- لماذا هذا.. ليه كده!
ثم اتذكر تلك الغيمة وفتنة الأخضر، فأرى نفسي، من فصيلة النوارس البحرية العتيقة التي أتعبها البحر، أقف وأتناوب مع موج البحر، أبحث عنك.
تتركين لي حرية البكاء، افتقد صوتك كثيرا، تذكرت عندما سجنني صوتي بين اضلعك وقلبك، كان الحي لحكواتي عذب فجأة وقطعوا لسانه..صبرت وتعافيت وجلست على طرف تلك الحالة التي كتبنا عنها:
«عاشق أصابته عصابة جميلة، ابتلى قلبي بعشقها واسرارها وزمانها.. بات يبكي لأنك عندما كتبت عن سرقة الاعضاء البشرية، تذكرت عصابة الجلباب الاسود التي تبادل خطف الاطفات وحرق قلوب الامهات وتهت بين قصص الحوادث والجرائم، وعندما علمت ان عيوني متعبة بسبب البكاء، تعبت انت ايضا، وذكرتيني بأن للبيتزا طعما مختلفا معك.
..في قهوة المفرق، لاحقت بشارتنا بهجة الموج والنوارس تعاند حركة الموج، تحمل بقايا من خزائن البحر، كتب وصحف ودموع كثيرة، قرأت ذات مد حكاية البنت التي عشقت صخرة عراها البحر فركنت لإنحسار الموج ونامت تحلم بالغياب، ومنابت الأصوات التي انشدت تلك الموسيقي بين عيني وعينك، ..فكانت البشارة، تتناوب البكاء مع بحثك الأزلي عن الحرية طريقا للسعادة..
..في تلك الفقرة من معزوفة البكاء، تحاورنا على تعب الروح وقلق التهجئة الاولى:
- معلش التليفون كان مع الاولاد!
- انا عندي بنتي وصحتها تعبانة.
- حرارة وسخنة
- ..وكحة
- شافها دكتور؟
- خايفة يكون «اللي في بالي»!
- ..وهي بالمناسبة حامل
- شافها دكتورها
- الان لازم تفحص، بسرعة لان المسألة تفرق جدا
- متابعة معاه الحالة، روحي تشظت وما انا قادرة، المسألة اهلكتني.
كم حرارتها
- وصلت 39-40
- من الصبح الولد عذبني، ابنها الدلوع، وانت تبكي ايضا وانا تعبت جدا، اتظن اننا في غيمة جانحة مسافرة نحو ما نحتاج، عليك ان تعلم انني اضبط ايقاع الحال، فما العمل لأنني اشعر بصعوبة كل شئ
- صعوبة عالية، فعندما هاج القلب بحث عن حرير الروح في العيون،لكنني سمعت صرخات مريضة.
- حرارة ما نزلت، تاهت روحها وعادت، لحقت بها روحي دون بوصلة.
-..حرارة قاتلة،لو نزلت تطلع من تاني وثالث
- اعطوها بنادول كل 5ساعات قرصان
- قرص واحد
- وكمادات ماء ع الراس والصدر وتحت الابط وحول الأيدي والقدمين
- طول اليوم على كده تعبت
- بنادول عدد٢ كل ٥– ٦ ساعات
- طيب هزود
- الكمادات او دوش المية ضررري
- تعبت عايزة انام
- كل شويه دوش
- وكمادات تفوق شويه وترجع الحرارة تاني
- لكن هي الآن هدت، وما زلت السعلة، بوق سريالي يقطع قلبها الهادئ.
- ربنا يستر
- من الضروري ان تذهب الى المستشفى، فحص اللي بالي بالك.. والآن.
- تحملي، لأنهم لازم يفحصوا، الرئة.
- كلمي ابوها واي حد والبسوا كمامات وخذوها تفحص قبل ما نندم.. ارجوك يا عمري.
-تعب ساعة ولا ندم العمر كله.. خذي القرار وربنا يستر.
- لو اي حاجة ثانية كانت الأعراض مختلفة، لكنها لعنة الجائحة.
.. وذات مسار صباحي هامت الحرير، لمعة وبريق وموسيقى فكاد هذا الحوار ينفلت: بكيت في حضرة حرير الروح، طبطبت على قلق الريح، ونمت، بان في اضغات احلام عابرة اني اسير مع الماء. اتبع ظلال غريبة وأحاور قطط الشوارع واعود الى الكهف، في الصحو سألت:
-فيه ايه، حصل ايه مع بنتك؟
-.....!
- صباح معطر بفوح طيف نثره شعرك.. وما زال يسبقني إليك.
قالت لي، كأنها تعاند الحلم، انها باتت بجانب المريضة، غفت لحظة تسلقت فوقها فئران وعفاريت وجرت الماء من مطر غيب وسحبت هموم الناس، اجتاح الاخضر صور المرايا، بهدوء اطلقت دلال روحها فتحققت:
- اشتقت للبيتزا المجنونة للأصابع اطعمتني الحب ورائحة الجبن وقانون البيتزا.
huss2d@yahoo.com
الرأي