رغم تنوع وتباين إمكانياتنا الفردية؛ إلا أن كل فرد منا يمتلك موهبة وسراً من عطايا الله عز وجل يتميز به عن غيره من البشر، ففي داخل كل نفس بشرية هناك قدرات كامنة تحثنا على العمل والعطاء والإنجاز... لكن الإختلاف يكمن بنوعية التجارب الحياتية التي تصقل هذه المواهب وتبرزها بالشكل الأفضل.

فالأعمال العظيمة والمنجزات القيمة التي خلدها التاريخ، كان أساسها الإرادة والعزيمة المعقودة على إنجاح هذا العمل، فالنجاح قرار تنجزه الإرادة والتصميم... والإرادة تكمن هناك في أعماق ذواتنا، فمهما تأثرنا بقصص نجاح الأخرين وتجاربهم ستبقى جهودنا مبعثرة وقوانا مبددة، إن لم نكن نمتلك جوهر الإرادة في حياتنا!.

عندما نخطط بوعي ونعي بتصميم العارف الواثق أن العمل وتحقيق الإنجاز والنجاح لا يتم إلا بالإرادة، فإن هذا يزيل الكثير من العقبات التي قد تعترض طريق حياتنا سواء أكانت أزمات أو مشكلات أو اضطرابات في العمل والحياة بشكل عام.

هذا الزمن المتغير السريع يحتاج منا عظيم الإرادة وصولاً الى النجاح والبقاء كما نريد مع التشبث بمبادئنا وقيمنا الإنسانية السامية التي نعتز ونفتخر بها... فقد تعترض إرادتنا في الحياة أجسام غريبة شأنها هدم خلايا التصميم والعزم في أعمالنا... لكن المناعة التي نغرسها في ذواتنا أو نربي عليها أطفالنا من إيمان مطلق بمشيئة الله وبحقيقة أن الإنسان على هذه الأرض خلق ليعمر الكون ويستمر البقاء الإنساني، من شأن هذا كله أن يعزز ثقتنا بقدراتنا ويرفع من سوية تصميمنا على النجاح والوصول الى الأهداف المنشودة كي يتراكم المنجز الإنساني على مر العصور.

الإرادة لها وجوه وحالات عديدة، ولا بد ان كلاً منا مر في حياته بمرحلة حرجة إجتازها بالإرادة، حتى أعظم الأزمات في الحياة تتضاءل أمام عملاق الإرادة... فالأسرة واستدامة التواصل مع الآخرين يحتاج تصميماً وإرادة، وكذلك إنجاز العمل والسعي في تطوره وتقدمه يحتاج منا العزم والإرادة... المرض واجتياز الأزمات الصحية يحتاج منا أيضاً الإرادة للمضي في الشفاء.

إن النجاحات التي نحققها بفضل العزم والإرادة تُترجم عادةً على أرض الواقع بالإنجازات، فالعالم كله يحكم علينا من خلال ما أنجزنا، وليس من خلال ما بدأنا عمله ولم ننجزه، فبمجرد أن نبدأ بالتغير ونأخذ قرار السعي للوصول الى النجاح نكون قد أنجزنا الجزء الأكبر من المهمة... لكن طريق النجاح ليست دوماً مفروشة بالورد، فإذا فشلنا علينا أن لا نيأس، بل أن نواصل بكل تصميم وإرادة... فالفشل في تحقيق ما نريده أمر طبيعي في هذا العالم الذي نعيش فيه، فليس الفشل هو الذي يجعل منا فاشلين، لكن توقفنا عن المحاولات وقبولنا بالفشل بكل إستكانة هو الفشل بعينه... فالنجاح أولاً وأخيراً هو قرار نتخذه ونسعى ما استطعنا بالطرق المشروعة الوصول اليه؛ غير متناسين أبداً أن التوفيق هو دوماً من عند الله سبحانه وتعالى، وبأن نوايانا هي مطايانا التي توصلنا الى سبل النجاح!!.

Diana-nimri@hotmail.com

(الرأي)