توني بلير والفرصة المتاحة
سلامه العكور
18-06-2010 03:49 AM
مرة اخرى ينبري توني بلير للالتفاف على الاجماع الدولي الذي يدين العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني واخيرا على « اسطول الحرية»، لينقذ اسرائيل من مأزقها السياسي الصعب..وذلك من خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو بحثا عن سبيل لاظهار اسرائيل كدولة تسعى لتحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني وانه لا هدف لها بمواصلة الحصار على قطاع غزة.
توني بلير الذي يسعى الى لعب دور ما في فرصة متاحة، اتفق مع نتنياهو على تخفيف الحصار مظهرا نزوعا انسانيا زائفا ليضلل به الرأي العام العربي والاسلامي والدولي..
لكن جميع الشعوب العربية والاسلامية تعرف دوره ودور بلاده في فرض هذا الحصار الجائر على اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني..وتعرف دوره بالذات في فرض الحصار الظالم على العراق الشقيق، ودوره في تلفيق مسوغات ومبررات واسباب لغزو العراق واحتلاله..
وهي مبررات واسباب استند اليها الرئيس الامريكي المتصهين السابق جورج بوش في غزو بلاده للعراق..
توني بلير يزعم هذه الايام الحرص على تحقيق السلام في المنطقة..وهو بدلا من العمل الجاد الحقيقي مع بلاده لرفع هذا الحصار بالكامل يحاول كسر حدة الاجماع الدولي على ضرورة رفعه فورا وبدون تلكؤ او تردد..وذلك من خلال مقترحه المضلل الداعي الى تخفيفه وفرض رقابة اوروبية على المواد والسلع والناس التي تدخل وتخرج من القطاع..وهذا بحد ذاته دعم لاسرائيل ومساندة لسياستها العدوانية والعرقية التي فاقت بتطرفها الممارسات النازية.
لقد زرعت بريطانيا هذا الكيان الصهيوني العنصري العدواني في فلسطين ليكون ذراع الغرب الاستعماري الضاربة في المنطقة،وزودته مع الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والمانيا بجميع اسباب القوة العسكرية والمالية والتكنولوجية ليحقق باستمرار تفوقا على الدول العربية مجتمعة..
وكلما تعرض هذا الكيان العنصري الكريه لمأزق او ازمة سياسية او امنية او اقتصادية يهب الغرب الاستعماري لانقاذه، وضمان امنه واستقراره..مبررا كل ذلك بان اسرائيل دولة مسالمة تدافع عن نفسها امام هجمات دول وشعوب عربية تريد قذفها في البحر او ازالتها عن الوجود!!
لكن اكاذيب وتلفيقات الدول الغربية الاستعمارية الكبرى قد كشفت وانفضح امرها امام السياسات الاسرائيلية العدوانية على الدول العربية المجاورة وبصورة خاصة على الشعب الفلسطيني الاعزل..
وكان العدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان في العام 2006 والعدوان الهمجي الاخر على قطاع غزة في العام 2008 قد فضح هذه الاكاذيب وجعل العالم باسره يلاحظ همجية اسرائيل وعنصريتها ويلاحظ اهدافها العدوانية التوسعية على حساب الاراضي الفلسطينية والعربية.. وحتى الشعوب الغربية قد سئمت هكذا سياسات عنصرية وحشية وراحت تطالب بمعاقبة اسرائيل ووضع حد لعدوانيتها في المنطقة مؤكدة انها اخطر كيان على الامن والسلام الدوليين..
ان على توني بلير ان يرفع يده ويكف عن محاولاته المفضوحة فجميع شعوب وامم المعمورة تطالب برفع هذا الحصار الاسرائيلي الغربي الاستعماري عن قطاع غزة وترك الشعب الفلسطيني في القطاع وفي الضفة الغربية ليقرر مصيره بنفسه، مطالبا باستعادة حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة.. وهو أعرف باشكال الكفاح التي عليه خوضها لاستعادة حقوقه.
(الرأي)