في انتظار الموسم الدراسي الجديد
فيصل تايه
26-08-2021 10:39 AM
أيام قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد ، والذي ستعيش فيه أسرة التربية والتعليم اوقاتاً "مكثفة" محملة بالجهد والنشاط والافكار الادارية والتربوية الكبيرة وفق رؤى عميقه وتطلعات اعدت لتكون خطة ممنهجة للمرحلة القادمة ، ذلك بتكاتف وتعاضد كافة المتداخلين في العملية التعليمية على مختلف المستويات من أجل بداية طيبة موفقة بإذن الله ، وبالالتزام بدليل العودة الذي يتضمن بروتوكول معتمد بالاستناد الى المرجعيات الصحية ، وذلك حفاظا على سلامة الطلبة والعاملين بعد قرابة عام ونصف من الانقطاع القصري بسبب الجائحة اللعينة ، والتي خضنا على أثرها العديد من التجارب بسلبياتها وايجابياتها ، ما احتاج الى جلسة لاسترجاع الأنفاس ، ولحظات هدوء لتقييم ما سبق ، والتفكير في المستقبل بكل ارهاصاته ، فتلك التجارب "بحلوها ومرها" كانت قد اكسبتنا الكثير من الدروس والعبر التي ستكون مرشداً وموجهاً لتجويد العمل ورفد المسيرة التربوية بخبرات ومعارف ضرورية لضمان انتظام العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ بإذن الله وتوفيقه في الأول من أيلول القادم ، فها نحن نعيش هذه الايام تهيئة جادة للعودة الامنه دراسياً وصحياً من خلال تطبيق برنامج الفاقد التعليمي الذي بدأ يوم الأحد الماضي الخامس عشر من الشهر الجاري والذي سيساعد الطلبة على الاستعداد ذهنيًّا وعلميًّا من أجل العودة لمدارسهم وتعويض ما فاتهم من تعلُّم للمعارف واكساب للمهارات الأساسيَّة الضرورية ، فالحمد لله والشكر أن لاقى هذا البرنامج نجاحاً غير متوقع في تجربة جديدة اثبت من خلالها فرسان الميدان مقدرتهم على انجاح البرامج التي تدعم مسيرتهم التربوية وتصب في مصلحة ابنائنا الطلبة .
اننا ونحن نرصد الاستعدادات المكثفة لبدء العام الدراسي دعونا نقول : كان الله في عون كل من يعمل في هذا القطاع السيادي الذي يمس كل بيت اردني ، فالجهود الاستثنائية المبذولة ستلقي على كاهل ادارات المدراس وجميع العاملين فيها اعباء ومهام جسيمة ، اضافة الى المسؤوليات الملقاه على عاتق المسؤولين الكبار في وزارة التربية والتعليم ، تلك الملفات التي يختلط فيها التقريري الميداني بالبيداغوجي ، والمالي المشاريعي بالتدبيري ، والتطويري المؤسسي بالجودة الشاملة ، اضافة الى ضرورة البدء بتفعيل الخطط التنفيذية للسيناريوهات المقترحة التي تخص كافة مناحي العمل الميداني وهذا يدعو للتنسيق بين جميع المعنيين بالعملية التعليمية وعلى كافة المستويات الإدارية والفنية على مستوى مديريات الميدان ومركز الوزارة .
مع مطلع العام الدراسي الجديد لا بد من اشاعة روح التفاؤل بين كافة العاملين في مختلف القطاعات التربوية ، بل وعلينا ان نفكر بايجابة ، ذلك بالتعامل مع انماط جديدة من اساليب العمل ، خاصة ونحن نواجه العديد من التحديات التي تحتاج الى مهارات مهنية عالية وفاعلة لدى القادة الميدانيين لمواجهتها وتحويلها إلى فرص للتحديث والتطوير ، خاصة وان الشرائح العريضة من أفراد مجتمعنا الاردني تترقب وترصد وتتابع مدى قدرة وزارة التربية والتعليم على تجاوز المرحلة القادمة بكل ارهاصاتها ، وومدى إمكانية تهيئة الظروف المناسبة لطلبتنا الأعزاء ضمن بيئة تربوية آمنة ومحفزة ، والتي ستحمل في مضمونها تجربة مثقلة بالافكار التطويرية التي سيمتزج فيها التعليم الوجاهي المباشر باالتعليم الالكتروني التفاعلي ضمن خطة تعليمية تتضمن ترتيبات دقيقة تراعي كافة جوانب العمل التربوي وبما يعود على طلبتنا الاعزاء بالفائدة المرجوة ، ما يدعونا الى ضرورة دعم وتعزيز الجهود التي من شأنها اعادة الثقة بنظامنا التعليمي ، وتثمين الجهود الوطنية المخلصة للأسرة التربوية والتي توصل الليل بالنهار من اجل انجاح الخطه المتعلقة ببداية ناجحة وموفقة لعام دراسي مفعم بالحيوية والنشاط .
يجب ان نعي تماما اننا امام مسؤولية مشتركة تحمل في أولوياتها مصلحة ابنائنا الطلبة ، وفي ذلك ، فلا بد من الاهتمام بقطاعات المجتمع المدني المختلفة وعقد شراكات استراتيجية حقيقية مع العديد من مؤسساته وهيئاته و التي تفتح ذراعيها للمساعدة ، ولن ندع المجال لايه تجاذبات او منعرجات مقلقلة ، اضافة الى ضرورة أن يتقاسم القطاع العام والقطاع الخاص المسؤوليات لهذا الجهد الوطني الكبير لاستقبال العام الدراسي بكل همة ومسؤولية ، بالعمل على توفير كافة مستلزمات واحتياجات العملية التعليمية بالنظر الى خصوصية مناطقنا التعليمية الممتدة في ارجاء الوطن المختلفة ، ما يتطلب دعم الإمكانيات الفنية والإدارية المتاحة والبناء عليها بما يحقق الاهداف المنشودة .
مع بداية العام الدراسي الجديد ، المطلوب دعم الادارات المدرسية ومتابعه عملها بشكل مكثف ، وتثمين جهودها لتركزها حول خططها الممنهجة من اجل بدايات طيبة وفاعلة ، كما لا بد ان نركز على " المعلم " الذي هو عصب العملية التعليمية ، ويجب ان تكون هناك رؤية واضحة لاستعادة دوره الرائد بالجدية في العمل وبذل كل الجهود التي من شأنها تجويد وتحسين كافة مناحي العمل الصفي ، فالدور الكبير في هذه المرحلة ملقى على كاهله ، اضافة للدور المفترض لادارة الاشراف التربوي وما هو متعلق بتنمية المعلم مهنياً ومتابعة ادائهم مع ضرورة التركيز على جودة المخرج التعليمي وضرورة تمتعه بأفضل المعارف والمهارات ، هذا إلى جانب الحاجة المتنامية للوصول إلى الميدان التربوي بصورة فعّالة ، تضمن سد بعض الفجوات ومعالجة عملية تحسين جودة المدارس الحكومية وتعزيز فعاليتها ، بضمان المساءلة والرقابة على جميع المدارس في شتى ربوع الوطن .
وفقنا جميعا لما فيه الخير ..وكل موسم وأسرة التربية والتعليم بألف خير .
والله ولي التوفيق