الشطرنج لعبة الأمم ، صراع بدايته بين طرفين : ملك ووزير وفيل وحصان وجند ، وفريق ثان بنفس المسميات . والهدف تحقيق النصر على " الاخر" . ليس المهم التسميات فالمحصلة واحدة ، ملك أو رئيس أو سلطان أو أمير أو زعيم ...إلخ
المهم خطة اللعب وكيفية المكر بالآخر . لماذا لا يعيش المَلِكان بأمن وسلام وتعايش ؟ لأن الصراع سنة الوجود البشري ، ولو حصل تعايش فلفترة محددة . ولهذا تجد المتجاورين دوما" بينهم ما صنع الحداد . إذن نحن أمام ملك ومعه رئيس حكومته بمسمى وزير ، وعند الملك قوة ممثلة بالفيل والحصان والجنود وهذه كلها القوة العسكرية والأمنية.
قد تكون اللعبة بين المتجاورين ، وقد تكون عن بُعد ، وقد يكون اللعب مباشرة ، وقد يكون من وراء الستارة. رأينا لعب المتجاورين مؤخرا" في العلاقة الجزائرية المغربية ، ونراه في اللعب عن بعد في دخول إيران عبر مواليها في العراق وسوريا ولبنان واليمن .
رأينا انتهاء اللعبة في إعدام الرئيس صدام وقتل قذافي وعلي عبدالله صالح وبوضياف والملك فيصل بن عبد العزيز والملك فيصل في العراق ، وفرار ابن علي التونسي ، ومحاكمة حسني المصري والبشير السوداني . رأينا لعبة الشطرنج في استخدام ابن لادن ومن ثم قتله وكذا الحال في الزرقاوي والبغدادي . واليوم نشاهد اللعبة في تمكين طالبان ثم طردها ثم إعادتها بثوب جديد .
لعبة الأمم لا تتوقف والمهم هو أن نفهم ما يجري لأن المتفرجين في المدرجات لا يحققون الأهداف بل يصرخون ويتمنون ، يفرحون ويغضبون ، ولكن العبرة باللاعبين وخططهم وتماسكهم وروح الفريق المتناغم الذي لا يترك فراغات ينقض منها الخصم لتسجيل الأهداف. الشطرنج لعبة أمم لا تعرف العواطف ولا الصراخ ولا العويل ولا الأماني والرغبات بل تمكنك من النصر إذا كان لديك عقل ومكر يتفوق على الآخر سواء كان جارا" مباشرا" أو خصما" غير مجاور.