اذا كان للوجود الانساني غايته الروحيه فان له أيضاً غاياته المادية الانسانيه. التي تفرضها غرائز الانسان, الطبيعيه ومتطلباته الحسيه. واذا كان الاْساس في بلوغ الغايات الروحيه وتحقيقها هو علاقة الاْنسان بخالقه التي تنظمها العقائد الدينيه فان الاْساس في بلوغ الغايات الانسانيه المادية هو علاقة الاْنسان باْقرانه التي تنظمها السلطه السياسيه.ان مساْلة حقوق الاْنسان بكل مايرتبط بها من عوامل ومؤشرات هي قضية اْساسيه في تشكيل المناخ الذي يحيط بمؤسسات المجتمع إذ ان حقوق الاْنسان هي قضية القضايا الذي تشغل الرآي العام وتتحكم بدرجه كبيرة في .مصداقيه النظام الساسي وشفافية ممارساته فنحن لا نعرف نظاماً سياسياً ينتهك حقوق الاْنسان ثم يكون قادراً بعد ذلك على التشدق بالديمقراطيه ودولة الحريات.

فالعبرة دائماً تكون مدى اسهام المناخ السياسي وتاْثيره في رعاية حقوق الاْنسان والوقوف ضد انتهاكاتها ومحاسبة من يرتكبون الجرائم بحقها لان حقوق الاْنسان تعبير عصري جرى تطويره على امتداد سته عقود مع تسليمنا في الوقت ذاته بوجود اصوله في عدد من الديانات وفي مقدمتها الديانات السماويه ولاشك باْن مفهوم حقوق الاْنسان تطور تطورا كبيرأ في السنوات الاخيره لكي يشمل حقوق الانسان السياسيه والاقتصاديه
اننا في الوطن العربي بحاجه الى توسيع مفهوم الديمقراطيه والاصلاح السياسي حيث توجد حاله من التمزق الداخلي مع شعور عام بأن هناك آراء مختلفه وتوجهات متعددة على طريق الوصول الى الهدف الواحد وهو ما يعني ان توسيع الجهود من أجل القضايا العربيه المشتركه يستوجب منا البدء بقضايا الاصلاح السياسي داخل العالم العربي في ظل ظروف بالغة القسوه تتعرض فيها الامه العربيه لهجمات شرسه من أعدائها التي تستهدف الاستقرار السياسي والاصلاح السياسي والتجربه الاصلاحيه في عدد من الدول العربيه وهذا يؤدي الى لجوء بعض النظم المغلوبه على امرها الى اساليب هروبيه لاتحقق الهدف العام.

ما اريد ان اؤكده هنا ان الاصلاح السياسي العربي الذي نتطلع اليه ونسعى نحوه ليس مجرد ديكور سياسي .
وهنا يجب القول بوضوح ان الذين يظنون ان الاصلاح السياسي العربي عمليه ميكانيكيه مخطئون فا الشعوب تمتلك تقاليدها الحضاريه وتراثها الفكري وقيمها الذاتيه التي تتشكل من مجموع ما نسميه روح الامه بكل ما يحمله المعنى من عناد وصمود وطني وقدرة على التكيف مع الاحداث والتطورات .

فالظاهره السياسيه ترتبط بالظروف المحيطه والعوامل المؤثره ولا تقف عند حد ما نتابعه احيانأ من شعارات ومؤتمرات واستفتاءات دورية.
فالعبره والخلاصه تكون قبل كل شئ بالتعليم والثقافه والتدريب السياسي والحوار الفكري البناء بالشفافيه والمصداقيه الكامله.


* الكاتب متخصص بالعلاقات الدولية
wasfihatamleh@yahoo.com
079-6674980