(1): من طبائعنا نحن العرب عموما , أن العاطفة عندنا تسمو على العقل , فكلمة خبيثة والعياذ بالله , قد تشعل حربا بين فردين , عائلتين , قبيلتين , وربما حتى دولتين , ونقيضها يطفيء نار عداء إستفحل لسنوات , والأصل فيها مجرد كلمة إستفزت المشاعر وأدت ما أدت سلبا أو إيجابا .
(2 ): والعربي عموما مثل الأرض , يتطلب الوصول إلى عقله سلوك درب العاطفة , فكما لا بد من حرث الأرض وعزقها وتسميدها ورعايتها جيدا قبل زرعها كي تعطي ثمرا جيدا في الكم والنوع , فلا بد من تمهيد الذات العربية عاطفيا إبتداء وبالكلمة الطيبة وبالحنان والثناء وإظهار المودة والحب , كي يتقبل رأيك ومعه يتفاعل .
(3 ): من هو العاقل ؟ . الإجتهاد يقول , العاقل هو من عرف " الله " جل جلاله حق معرفته , يخافه ويخشى " سخطه " في الدنيا قبل الآخرة . والعاقل من يتلمس رأسه إن نزلت به نازلة فيدرك إنها إنذار رباني لمعصية إقترفها , فيعود عنها من فوره قبل فوات الأوان وإقتراب موعد لحظة رحيله عن هذه الدنيا الغرور ليلقى وجه ربه راضيا مرضيا , أو غير ذلك والعياذ بالله العلي العظيم .
(4): كل شيء يصيبنا في هذه الحياة " الدنيا " هو من " الله " وبإرادته سبحانه, وإن آمنا بهذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس وأعظم , تبينا أن رحمة " الله " واسعة وأن سخطه شديد ". لا يصيبكم إلا ما كتب الله لكم " , فما من أمر إلا بأمر الله .
(5): كل علة في المال والصحة والولد وسوى ذلك هي عقوبة دنيوية لذنب إقترفناه , وكل خير يصيبنا في المقابل , هو لخير فعلناه . بمعنى أن هناك " محكمة " ربانية إن جاز الوصف تثيب وتعاقب في الدنيا قبل الآخرة وعقابها أشد وأشد بكثير حتما .
(6): العاقل من يتعظ بمصيبة غيره وبمصيبته هو قبل غيره , والجاهل الغافل , هو من جنحت به الدنيا وزينتها ومغانمها عن جادة الصواب فرتع فيها رتع الأنعام بغير حق, ناسيا أن سخط " الله" بالمرصاد , وهو سبحانه يمهل ولا يهمل أبدا أبدا.
(7 ): العرب والمسلمون عموما, خير أمة أخرجت للناس بإرادة واحد أحد جعل بلادهم مهوى أفئدة سائر البشر وإستودع باطن أرضهم وظاهرها أعظم ثروات الدنيا التي لا حركة على الكوكب من دونها , لكنهم اليوم ولأسباب فيهم هم لا بفعل غيرهم , باتوا في ذيل قائمة الأمم حقوقهم مغتصبة وأرضهم مستباحة وكلمتهم خافتة وقوتهم هشة وحتى قدسهم ومقدساتهم يحتلها شتات بشر .
ختاما من وظف العقل وخشي الرحمن بالغيب وأصلح النفس الأمارة بالسوء , فاز بالحسنيين معا دنيا وآخرة , ومن أطغى العاطفة على العقل ونسي وتناسى مخافة " الله " جل في علاه , خسر الدارين معا . الله من وراء وراء قصدي .