على الرغم من هذا العرق الذي يزرب من أجسادنا البائسة كلما لمستها اشعة شمس آب اللهاب، غير أن تقارير علمية تدعي بأن النشاط الشمسي يتناقص عاما بعد عام وعقدا بعد عقد وقرنا بعد قرن، وأن الشمس صارت أكثر برودة. ومن المتوقع أن تنخفض درجة الحرارة عالميا، مما يعني مباشرة بأن شركات بيع المعاجين والمساحيق الواقية من الشمس سوف تفلس سريعا إذا لم تجد لها طريقة أخرى، ربما عن طريق تسويق فيتامين (د) على شكل سبراي.

كذلك شركات تصنيع وتسويق المايوهات وملابس السباحة، إلا إذا ابتكروا مايوهات صوفية للأجواء الأكثر برودة. ولا ننسى محلات الآيس كريم والأسكيمو، بينما تتعرض شركات المشروبات الغازية الى خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، إلى أن تبتكر إحداها (سحلب)، أو (قرفة).

تخيل نفسك وانت تستعد لأخذ الأولاد والعائلة في رحلة الى الغور.. حيث ستأخذ معك بيك أب كامل مليء بالفروات والبطانيات وشوال عدس لمقتضيات الشوربة والمجدرات بأنواعها وألوانها، ولا بأس بكاسحة جليد يدوية من أجل تأمين مكان لنصب الخيمة المصنوعة من الصوف الثقيل. لكن الأهم الأهم هو (نصيّة) حلاوة، وتنكة دبس.

أما اولئك الذين يترفعون عن أكل الدجاج المجمد، فسوف يكتشفون أن الجاج الطازج صار مجمدا أيضا، لكن بريشه وطعاويشه. وسوف يعاني الناس من القشعريرة الكاملة لدرجة أن النعومة السابقة سوف تنسى.. ويشرع الشعراء بالتغزل في حبيات القشعريرة على أنف الحبيبة الأحمر الدائم اللدونة، وربما تصير أغنية الست فيروز أم زياد (بردا برداني بردا) النشيد الوطني لجامعة الدول العربية.

أفريقيا.. القارة السوداء سوف تتجمد وتصير مثل حبة أسكيمو (جلاس) على لب السوس. أما أوروبا فسوف تتحول الى سجن جليدي عملاق لا تدخل اليه إلا بملابس مغلقة لكأنك تتجول على سطح المريخ.

وعلى قولة أم شامة.. سميرة توفيق،

- وح وح.. واني بردانة.

الدستور