جهود جلالة الملك عبد الله الثاني للسلام في الشرق الأوسط
د.أسمهان ماجد الطاهر
23-08-2021 11:44 PM
يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني جهوده الحثيثة في تأكيد دور الأردن الهام إزاء مختلف القضايا والتطورات الإقليمية والدولية.
فقد التقى جلالته الملك عبد الله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقاء القمة في العاصمة الروسية موسكو، تناولت العلاقات الثنائية المتميزة، ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين.
وقد بحث الزعيمان، خلال القمة، حرصهما على توطيد العلاقات التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، وتطويرها والارتقاء بها في شتى الميادين.
وتم التأكيد، على مواصلة التنسيق والتشاور بين الأردن وروسيا إزاء مختلف القضايا بما يخدم تعزيز الأمن والسلم العالميين.
وقد أكّد جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقاء القمة أن العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين في تحسن مستمر، مشيرا إلى وجود فرص كثيرة في مرحلة ما بعد جائحة كورونا في مجال الزراعة والقطاع الطبي وإنتاج اللقاحات في المستقبل القريب.
وأكد بوتين أن العلاقات بين روسيا والأردن تتطور في جميع المجالات، وخاصة السياسة، والتجارة والاقتصاد، لافتاً إلى وجود لجنة حكومية مشتركة بين البلدين.
وأضاف بوتين أن "التواصل المباشر مع زملائنا من جميع الدول يعزز تماسكنا ويقربنا من بعضنا البعض".
وقد تناولت القمة المستجدات الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وقد تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني عن حق الشعب الفلسطيني، وأكد جلالته على ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام الذي يلبي جميع الحقوق للشعب الفلسطيني للحصول على دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد جلالة الملك ضرورة التوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وقد بدأ جلالته بالإشادة بدور روسيا في عملية السلام قائلاً "لكم دور تاريخي في عملية السلام بالشرق الأوسط".
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى الأحداث الأخيرة التي أظهرت أن موسكو ترغب في اقتناص الفرصة لممارسة تأثير أكبر في تحقيق تسوية عبر المفاوضات.
وقد جاء ذلك واضحا في بيان الخارجية الروسية، حين ناقش المبعوث الرئاسي الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، دور موسكو عبر الهاتف مع الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطيني، وتم التركيز على مهام استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، كشرط رئيس لإقامة عملية تفاوض فلسطينية- إسرائيلية مستدامة على أساس القانون الدولي "، واعترف الطرفان بأهمية قيام" محادثات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف تسوية الصراع على أساس حل الدولتين الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967.
وهذا ما أكده جلالة الملك عبد الله الثاني في العديد من المحافل آخرها القمة الثلاثية في بغداد التي جمعت الأردن ومصر والعراق.
لقد استعرض الزعيمان في قمة موسكو التطورات الأخيرة في سوريا بخاصة في الجنوب، مؤكداً جلالته أهمية العمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بما يضمن وحدة أراضي سوريا وسيادتها والعودة الآمنة للاجئين.
وأخيرا أشار الرئيس الروسي إلى الجهود الثنائية للعمل على تجاوز جائحة "كورونا" وآثارها.
وأشاد جلالة الملك بالدعم الروسي للمملكة وتزويدها بلقاحات مضادة لفيروس كورونا، قائلاً "ممتنون لدوركم في مساعدتنا على مجابهة الجائحة".
وتعد زيارة جلالة الملك إلى روسيا زيارة تاريخية مهمة تؤكد الدور الشامل للملك عبد الله الثاني في الشرق الأوسط، بما يخدم مصالح السلام في المنطقة.
حمى الله الأردن