قمة موسكو جهود ملكية تحمل مصالح إستراتيجية
د. مهند صالح الطراونة
23-08-2021 10:07 PM
تتميز العلاقات الأردنية الروسية بديمومة التطور والاستمرار والاتزان على كافة الصعد التي تهم الدولتين، وذلك بفضل الدبلوماسية الأردنية التي يقودها سيدي صاحب الجلالة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في المنطقة و العالم وفي ظل تواصل جلالته الدائم ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
القضية الفلسطينية نقطة إلتقاء
وعند الحديث عن أطر العلاقات الاردنية الروسية يتضح جليا الكثير من نقاط الإلتقاء مع النظام الروسي ، والكثير أيضا من المواقف المشتركة بين الاردن وروسيا وعلى رأسها قضية الاردن المركزية القضية الفلسطينية، والتي تتلخص بأن القدس الشرقية أرض محتلة، وأن السيادةُ فيها للفلسطينيين، وأن الوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية يتولّاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، وأن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهي تخضع لأحكام القانون الدولي المتعلّقة بالأراضي الواقعة تحت الاحتلال.
ومن جانب آخر نجد الدعم الروسي للموقف الأردني الثابت بأن القدس الشرقية عاصمةُ الدولة الفلسطينية المستقبلية، على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فيها،مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية ذات الصلة ، إضافة إلى الاتفاق الأردني الروسي الكامل إزاء مواقف إنهاء الصراعات والأحداث التي كانت مازالت تشهدها المنطقة بشكل عام وفي سوريا تحديدا ، وكان التركيز دوما من البلدين على أمن المنطقة وإيجاد حل سياسي للنزاع داخل سوريا وتعزيز السلام والأمن العالميين ، إلى جانب الكثير من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.
تعزيز العلاقات مع روسيا مصلحة استراتيجة
ومن الجدير بالذكر الإشارة هنا أن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين و خاصة في المجالات الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والتعليمية سيعزز هذه العلاقة بل ينميها للافضل نحو مصلحة الطرفين ، سيما أن هذه العلاقات تحمل مصالح مشتركة وترحيب بها من قبل الطرفين ، حيث وصفت هذه العلاقات من قبل الكثير من المسؤولين الروس بأنها علاقات جيده ومتطورة ومبنية على التفاهم الكامل بين بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ولعل الوقت مناسب لدى الحكومة الأردنية للسعي نحو تعزيز السياحة مع روسيا وموضوع الطاقة.
الأزمة السورية والأمن الاردني
من جانب آخر لعل من أهم الملفات المثيرة للجدل والتي تحتاج دوما إلى بحث وتشاور مع النظام الروسي هي الأزمة السورية بحكم ارتباطها روسيا الوثيق بهذا الملف ، وبحكم أن كل من الاردن وروسيا يؤيدون كل المساعي الرامية إلى إعادة السلام والاستقرار إلى الأراضي السورية وإلى المنطقة بشكل عام.
ولعل القمة الأردنية الروسية في موسكو اليوم والزيارة الملكية تأتي في إطار الجهود السياسية التي خاضها جلالة الملك طيلة السنوات الماضية ومازال يخوضها ، والتي كان آخرها الزيارة الملكية الناجحة للولايات المتحدة الأمريكية التي حملت جلالة الملك خارطة طريق شاملة تشمل حمل جميع قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وموضوع الأزمة السورية.
وفيما يتعلق باللقاء الأردني الروسي في موسكو عشية اليوم والذي لم يكن إلا نتاج للحكمة والاتزان السياسي الذي يتحلى بها سيدي صاحب الجلالة الذي جعل من الاردن بلدا عزيزا مهابا آمنا في حدوده مستقرا وملاذا لكل مظلوم وكل لاجيء، سيؤدي إلى دفع الضغط على النظام السوري عبر علاقاته مع موسكو، للحد من وصول المليشيات المسلحة وحزب الله والمدعومة إيرانيا من حدود المملكة.
خلاصة القول
العلاقات الأردنية الروسية تمتاز بالتوازن والمرونة، وهذا يتيح للأردن مناقشة العديد من الملفات والتي لا تقل أهمية عن ملف الأزمة السورية كالتطورات على الساحة الأفغانية، وبإعتيار أن روسيا بالنسبة للأردن هي مفتاح الحل والحليف الموثوق لتأطير السلوك الإيراني في المنطقة،الذي بات يشكل خطرا وتهديدا كبيرا على المنطقه العربية وبالتالي استقرارا للأوضاع الأمنية، وانعكاسها الإيجابي على مصالح دول المنطقة بما فيها الأردن.