هل كنا ننتظر عملاً درامية مُبدِعاً مثل "مدرسة الروابي للبنات" ليُسقِط عنا "ورقة التوت" التي كنا نختبئُ تحتها؟

وهل ما فعلته الفنانة والمخرجة تيما الشوملي يقع ضمن ما يُسمّى "الصّدمة" التي جعلت بعضنا يستيقظ من غِيّه وسُباته.. ليجد نفسه بين "مؤيّد" و "معارض" لاحداث المسلسل؟

تقول مخرجة العمل تيما الشوملي:

"مدرسة الروابي للبنات ..هو المشروع الذي لطالما حلمت به، والذي استغرق سنوات من الالتزام والعمل الجاد.. ما بدأ كأفكار كتبناها بالطبشور على سبورة المكتب أصبح اليوم مسلسلاً أصلياً على "نتفليكس".

وتضيف تيما: "في المرحلة الثانوية وكمراهقة، افتقدتُ المسلسلات والأعمال التي تتحدث عن الفتيات في تلك المرحلة. الأعمال كانت محدودة، ولم أشعر بالإرتباط لما هو متاح، فلم يكن هناك عمل ترفيهي يجذبني أن أتعلق به. منذ ذلك الوقت ولغاية الآن لا تزال الإنتاجات التي تستهدف الفئة الشابة خاصة الفتيات محدودة. ومن هنا جاءت فكرة مسلسل يمكن للشابات والفئة الشابة حول العالم أن يرتبطوا به."

اذاً.. هو عمل يكسر "الأبواب" المُغلقة على الجهل والتجاهل لما تعيشه الفتيات في المرحلة "الثانوية"، بالطبع ليس (كل) البنات.. بل ويتسلل إلى عقول هؤلاء المُراهقات ووجدانهن ومشاكلهن.. ضمن إبداع في التصوير والتعبير بمشاركة شيرين كمال واسلام الشمولي..
مسألة التنمّر bullying ليس جديدة على مجتمعاتنا العربية، فنحنُ عامة، نمارسها في حياتنا وبأشكال مختلفة.

لكننا للاسف انتظرنا "الغرب" لنستورد "أفكاره وهمومه أيضا.. ليكشف لنا المسلسل أننا في "التنمّر" سواء.

انتظرتُ 6 أيام لأرى مسلسل "الروابي" وحلقاته.. وبمعدل كل يوم "ساعة" قبل أن أقول رايي فيه.

بعكس الآخرين الذين "استعجلوا" الحُكم عليه حتى دون ان يشاهدوا ولو حلقة واحدة منه. فصار الحُكم "عليهم" وليس لصالحهم.

تيما الشوملي فنانة عرفناها ممثلة، صمتت سنوات، لتفاجئنا بهذا العمل الجميل الذي يدور حول عالم بنات الثانوية في مدرسة خاصة، فالقت الضوء على واقعهن وما في نفوسهم ضمن تجليات فنية رائعة، جعلتنا نستمتع بروعة "عاصمتنا عمّان" وباقي الأماكن التي أظهرها كاميرات المسلسل.

ربما يطول الحديث عن هذا العمل الذي وضع الاردن والفن الأردني في مكانة مرموقة ويكفي أن المسلسل احتلّ القائمة المتقدمة وأحيانا الأولى في نسبة المشاهَدة عربياً... رغم انه عُرض على قناة مشفّرة.

الإبداع شمل الممثلات رغم أن أغلبهم خضن التجربة الأولى وهنا أذكر البطلات: اندريا طايع "مريم" ذات الوجه الطفولي والتي كانت الضحية، ونور طاهر وجوانا عريضة وسلسبيلا ويارة مصطفى والفنانة القديرة ريم سعادة التي ابدعت في دور المربية الفاضلة والفنانة القديرة نادرة عمران في دور جديد متميز والفنانة الشابة ركين سعد وشقيقها سري وضيوف الشرف من نجوم الدراما الأردنية.