تغيرنا....
استبدلتنا الأيام والسنوات فلم نعد نحن كما كنا وكأننا مع انتهاء كل يوم وكل عام نختلف أكثر وأكثر وتزداد في نفوسنا مساحات من الوحدة والحنين لكل ما كان ومضى..
وكأن الحياة تفقد يوماً تلو الآخر بريقها فلا نجد أنفسنا سوى مع موعد مستمر «للتعايش» مع كل ما حولنا.. الأشخاص والأمكنة وسنوات العمر..
نستعيد دوما كل ما كانت عليه أيامنا الماضية ونتوقف عندها كثيرا لأننا نتوق لما كنا عليه لتلك المساحة من فرح اللحظات والشعور بعمق الحياة وبكل تفاصيلها..
مع مرور كل يوم نعود للتعرف على أعماقنا من جديد نحيا حاله من اللاشيء لنحاول أن نتصالح مع رتابة الأيام ووحدتها وكأننا ندرك أن هناك اشياء ما نفتقدها.. حلم ما يتجدد.. عمق العلاقات.. صدق وإخلاص الأحبة والاصدقاء.. قدرة من حولنا على احتوائنا... فرح اللحظات الآتية...
تغيرنا كثيرا ولا نعلم إن كنا قادرين على استعادة أوراق أيامنا لتتساقط في فصل ما وتعود لتجدد ذاتها في فصول أخرى.. أم أننا سنبقى نستعيد الماضي لربما منحنا قليلاً من المستقبل لنحيا..
تغيرنا كثيرا وأصبحنا نقلل من قيمة الاشياء من حولنا ولا نكترث إن مرت بنا أو تجاوزتنا.. فعندما نتوقف عن انتظار شيء ما... ونتعامل مع كل ما هو آتٍ بروح الغربة وضياع اللهفة ندرك تماما كم تغيرنا...
كيف يمكن لأراوحنا أن تتجدد؟
كيف يمكن أن نبدد حالة التعايش مع كل ما حولنا بمقعد ما ينتظرنا على قطار الفرح واللهفة؟
كيف يمكن استعادة طفولة مضت لربما كانت توق النجاة لرتابة الايام وتشابهها؟
كيف يمكن لنا أن نستغرق بالحياة أكثر ونشعر بها حقا كما كنا كي لا تعترينا حالة اللاشيء إلى كل شيء فنلتقط إشارات العمر من جديد؟
تلك هي رحلة العمر.. لكنها غريبة وموحشة عندما نتعايش معها ولا نحياها..
عندما نفقد انتظار الاشياء.. وتغيب عنا لهفة الأيام.. فنمضي من كل ما حولنا وكأننا غرباء...
تغيرنا.. فتمهلي أيتها الحياة قليلا وأعيدي لنا جزءاً من ذاتنا التي لربما تناسينا أن نزرعها بقلوبنا عندما مر بنا قطار العمر وكنا حينها نشتم رائحة الحياة بكل ما حولنا فقد أتعبنا هذا التغير وبتنا نشتاق لذاك الزمن.
(الرأي)