اليابانيون على سبيل المثال والحصر معا، وخلال أربعة عقود بعد خروجهم من حرب عالمية مدمرين ومضروبين بقنبلتين نوويتين.. بعد اربعة عقود صاروا قوة اقتصادية كبرى في العالم..
في يابان الماضي، كانت الأفكار لا تقبل إلا إذا تواءمت مع الماضي، أما في يابان الحاضر، فإن الموروث لا يقبل إلا إذا تواءم مع الأفكار الجديدة المقنعة بحد ذاتها، وعلى هذه القاعدة تعايش الماضي مع الحاضر وتواءما وتحالفا لخدمة المستقبل.
جاء المستعمر الأوروبي الى اليابان مرتديا ثياب الإرساليات التبشيرية منذ عام 1542. كانوا عالما نقيضا لأوروبا- حسب أحد المبشرين اليسوعين - الناس في أوروبا طوال وهم قصار القامة، الكنائس عالية السقف والمعابد اليابانية واطئة، النساء الأوروبيات يبيضن اسنانهن واليابانيات يسودنهن.
كانت اليابان بالنسبة للأوروبي هي الكون معكوسا، مستسلما وخانعا والناس شديدو الإذعان لآلامهم وضوائقهم، غير أنهم سعداء ببؤسهم وفقرهم.. هكذا قال عنهم المستشرقون الأوائل.
الفريق الياباني لكرة القدم في كأس العالم قبل سنوات، وقف واعتذر من جمهوره عن خسارته - ولم يبررها قط - كما أن جمهور المشجعين، وبعد الخسارة، قام بتنظيف أكبر قدر ممكن من مقاعد الجمهور وما بينها.
نرجع لموضوعنا:
لماذا تقدم اليابانيون ولماذا تأخرنا؟.
السبب واضح تماما:
- لأنه في اليابان لا يمكن أن يحصل عندهم، أن يأتي شخص الى مدير الشركة، يناوله ورقة، وهو يقول له بفخر وعنجهية:
- ترى، أنا جايّك من طرف سموزوكي ناكزايا!!.
وتلولحي يا دالية.
الدستور