البلديات بين الدمج والفصل
د. عوني إبراهيم الهلسا
21-08-2021 08:50 PM
في عام 1987 اصبحت امانة عمان ، امانة عمان الكبرى وذلك من خلال دمج البلديات المجاورة لمدينة عمان ، على سبيل المثال ، بلدية وادي السير ، مرج الحمام ، وبلدية الجبيهة ... الخ وتم تقسيم امانة عمان الكبرى الى 22 منطقة لتقديم الخدمات وكانت مبررات الدمج هي التداخل العمراني بين هذه البلديات ومدينة عمان . كان لهذا الدمج آثار سلبية وآثار ايجابية ، من الآثار السلبية ، ارتفاع الضرائب والرسوم على سكان تلك البلديات ، اما الاثار الايجابية ، تحسن مستوى الخدمات فيها ولا نشك في ذلك.
مع العلم بأنه لا يزال التداخل قائما حتى بين امانة عمان الكبرى والزرقاء والسلط ...الخ ، وفي عام 2001 وفي احدى الندوات ذكر وزير البلديات في ذلك الوقت بأنه سيعمل على ايجاد بلديات كبرى في مراكز المحافظات من خلال دمج البلديات المجاورة وعلى غرار امانة عمان الكبرى ، بحيث تصبح بلدية اربد ــ بلدية اربد الكبرى ، وبلدية السلط الكبرى وبلدية مادبا الكبرى ...الخ .
وكنت في ذلك الوقت حاضرا في هذه الندوة واعترضت على ذلك لأن في ذلك تعد على الاراضي الزراعية من ناحية ومن ناحية اخرى ، ما مصير مجالس الخدمات المشتركة التي انشئت بهدف انشاء مشاريع مشتركة بين البلديات المتجاورة بموجب نظام رقم 17 /لسنة 1983. وتم تحويل كافة مراكز المحافظات الى بلديات كبرى من خلال دمج البلديات المجاورة .
في الواقع ، ان من اخطر القرارات التي اتخذت في ذلك الوقت هو قرار دمج البلديات مع بلديات مراكز المحافظات . وأصبحت الاراضي الزراعية ضمن تنظيم الابنية وهي بطبيعة الحال لا تصلح للبناء كونها اراضي زراعية وطبيعتها لا تصلح الا للزراعة ، واصبحت وللأسف مرتعا لتجار الاراضي وشركات البناء ، ومن ينتقل من اقصى الشمال الى الجنوب يعتقد بأن الاردن اصبحت مدينة واحدة.
اين سهول عروس الشمال والرمثا وسهول مادبا التي كانت خزانا للقمح ؟!
اعتقد بأن معظم القرارات التي تتخذ لها مآرب شخصية على حساب مصلحة الوطن .
ان اعادة البلديات الى وضعها السابق امر في غاية الصعوبة ويحتاج الى دراسة متأنية وموضوعية لكل منطقة على حدا بعيدا عن المصالح الشخصية وبعد ذلك صناعة القرارات المناسبة .
الى متى يبقى الاردن الحبيب مرتعا للمصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة ؟ !
أعتقد بأن هندسة البلديات ، سواء في وزارة البلديات سابقا ، قبل ان تصبح وزارة ادارة محلية ، وفي هندسة البلديات ، عليهم مسؤولية كبرى فيما وصلت اليه مدننا وقرانا من تنظيم عشوائي وشوارع عجيبة ...