المعروف ان الشعب الاردني شعب جاد ..لا يضحك ولا يحب حتى الابتسامة..
في البيت والشارع والمدرسة والعمل دائما كنا نتحدث بجدية ولا نميل الى المزاح..ومن يفعل ذلك يعتبر خارجا عن المعتاد وأنه يقلل من الهيبة و من الاحترام..احترام نفسه واحترام من معه واحترام المكان والزمان.
هذا كان في أيام الشباب واتحدث عن جيلي ومن قبلنا ومن هم بعدنا بسنوات قليلة من حيث الميلاد.
حتى اننا كنا نندم على ضحكة عابرة ..وكبارنا كانوا يتعوذون من عاقبة "الضحكة".
منذ سنوات ..وللامانة قبل ان تجتاحنا الكورونا بقليل..اصبح الشعب الاردني الكريم اكثر انفتاحا واقل تحفظا على الضحك والمزاح وصناعة النكتة..ومحاولة التسلي عن المشكلات و الهموم برواية الحكايات المضحكة.
ومع ان كثيرين منا يحاولون تقليد اشقائنا في مصر في صناعة النكت إلاانهم قليلا ماكان يحالفهم النجاح.
نكات كثيرة وضعت أكثرها تفتقر الى خفة الدم وانتشرت في السنة الماضية عن كورونا المستجد لكنها من العيار الثقيل.
قبل يومين ارادت الحكومة ان تقلل من ارتفاع فواتير الكهرباء فاعلنت عن تعرفة جديدة لاسعار الكهرباء..ومنها ان يكون لكل بيت في الأسرة الكبيرة عداد كهرباء منفصل ليستفيد من الدعم الحكومي( مع ان الناس لم تتضح لها كيفية الدعم ولا تفاصيله بدقة )
وهنا اخذت النكت تتوالى..ومنها ان كل ٤ صبايا سيحصلن على زوج واحد بهدف تأمين الدعم..
وايضا ان الحكومة تدعم تعدد الزوجات ليكون لكل رجل اربع فرص للحصول على الدعم.
طبعا لن استطيع ان اروي غير هذا لأنني لا أتقن فن التنكيت..ولا املك موهبة الاضحاك والكوميديا.
ما علينا..
ارجو ان يكون هناك بدايات للتغير لدى شعبنا في هذا الإتجاه.
فالضحك يحيي القلب..
مما يذكر انه كان عندنا مجموعة من الكتاب الساخرين قديما وحديثا
من مثل الراحلين لطفي ملحس..ويعقوب عويس..
ومن الاجيال الجديدة يوسف غيشان واحمد حسن الزعبي ..واعذروني ان كان هناك غيرهم
وما اريد ان اقوله ان كورونا حملت إلينا بعض الإيجابيات والتغيرات الاجتماعية والثقافية التي نرجو ان تستمر..لكن لا يبدو اننا سنحرص على ذلك.
ما سجلنا نجاحا ملحوظا فيه هو الشتائم والكلمات النابية والاشتباك اللفظي المتدني لدى بعض من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي..
وهو مظهر سلبي..لا نحب له ان يدوم.
فمن اخلاقنا وقيمنا العربية الإسلامية الاحترام وأدب الحوار والخلاف و الحفاظ على كرامات الناس والابتعاد عن الشخصنة والفاظ القدح والذم والتحقير.
وهذه الاخيرة لا تنتج الا العداوة والكراهية والبغضاء.
كنا نحث على النكتة البيضاء والنفوس المتسامحة والارتقاء فوق أمواج الغضب.
ونحن ندعو الى ان تكون الصدور اكثر اتساعا .
الابتسامة مهمة ومرغوبة دائما.