ظهور الرئيس الأمريكي بايدن بعد التغيرات المهمة التي حدثت في أفغانستان،يشير بما لا يدعو مجالاً للشك أن الولايات المتحدة الأمريكية قد قرأت مجريات الأحداث الأخيرة في أفغانستان بصورة مختلفة عن ما كان يتوقعه العالم منها، وتعلن موقفها بعد توقعات بأن يخرج المتحدث باسم البيت الأبيض ليظهر موقفها بوضوح عن ما يحدث،لكن التاخر في ذلك ربما انعكس جليا على تصاعد الأحداث المستمر في أفغانستان.
خطاب بايدن كان مخيبا لآمال بعض الافغانيين ومتوقعا من البعض الآخر، فمصلحة الولايات المتحدة هي فوق كل شيء، وليس في أجندتها الجديدة القيام بأي عمل قد يكلف الخزينة الأمريكية مليارات الدولارات أو إرسال جنود لها تمهيداً لعمل عسكري. تغيرت سياسات الولايات المتحدة الأمريكية ولو في المستقبل المنظور أو يهيء للبعض من حلفائها.
التبريرات والأسباب التي ساقها الرئيس الأمريكي قد صدمت الكثيرين ممن كانوا يعقدون آمالا عريضة على تدخل أمريكي لإنقاذ الوضع في أفغانستان لصالح فريق ما، لكن الموقف الأمريكي المفاجئ من الأحداث يدفع العديد من دول العالم لإعادة ترتيب أوراقها والنظر لمصالحها أولا في التعامل مع الولايات المتحدة، وما قاله الرئيس بايدن "أن الولايات المتحدة لم تأت لافغانستان كي تبني دولة لكن جاءت لرد العدوان عن الأراضي الأمريكية؟! وهذا على الأقل ما كان يجب أن يتوقعه الكثيرين في العالم.
الصدمة كبيرة والادارة الأمريكية الجديدة تعطي انطباعاً مفاده أنها لن تتدخل إلا وفق ما تقتضيه مصلحتها العليا ولن تجازف وتنجر لعمل عسكري بأي ذريعة حتى لإنقاذ الشعب الأفغاني وهذا تبين أنه لا يعنيها مطلقاً. فافغانستان تنتظرها مرحلة مختلفة عن المرحلة السابقة والعالم كله ينظر إلى ما ستؤول إليه الأوضاع هناك.