اعتقد ان اهم لقاء ملكي على الصعيد المحلي كان لقاء الملك قبل أيام بممثلين عن القطاع الزراعي.

الجانب العملي المهم في الموضوع كان حديث الملك عن التمكين التكنولوجي للمزارعين وضرورة انشاء مراكز تدريب في مختلف محافظات المملكة، انه توجيه ملكي بالغ الأهمية ويجب أن ينفذ بالسرعة الممكنة.

المزارع الاردني يعمل ساعات اكثر وبأجر وانتاجية أقل من المزارع الاسرائيلي،، والسبب التكنولوجيا والتدريب والدعم التسويقي الرسمي، اما في بلادنا فيترك المزارع ضحية لاحتكارات التسويق وارتفاع اسعار الاسمدة وضعف التدريب وغياب تكنولوجيا الزراعة والري.

ينبغي أن نتجاوز الفجوة التكنولوجية بيننا وبينهم وهذا امر ممكن بقليل من الجهد والتخطيط.

ربما يكون الأردن من أكثر الدول في عدد المهندسين الزراعيين قياسا إلى عدد السكان ولكن غالبيتهم لا يمارسون الزراعة ولا التدريب ولا فرص أمامهم غير العمل الاداري،، هذه مشكلة حقيقية أمام تدفق المتخرجين من كليات الهندسة الزراعية في الجامعات الاردنية،، وأعتقد أن على وزارة الزراعة ان تعمل على خطة ومبادرة بهذا الاتجاه.

المزارع الاردني اشبه بمدمن شراء ورقة اليانصيب على أمل الربح في المرة القادمة،، وهكذا مزارعنا يواصل إدمان الزراعة لعل الموسم القادم والأسعار تأتي بخير.

شخصيا اعشق الزراعة لو في حديقة صغيرة وكم تمنيت أن اعثر على من يعلمني تكنولوجيا الزراعة المائية والزراعة البيتية، ففي دول أخرى تعتبر الزراعة البيتية والزراعة المائية على اسطح المباني وسيلة إنتاج وتحسين دخل للأسرة ناهيك عن الفوائد البيئية.

في الأردن تنفق ربات البيوت مبالغ كبيرة على نباتات الزينة المنزلية والاسمدة وتتكرر عمليات الفشل بسبب عدم المعرفة والنصائح الخاطئة من عمال وافدين يعملون في المشاتل المنتشرة في عمان،، هذه المشاتل التي لا ينبغي ترخيصها الا بعد تعيين مهندس زراعي لإدارة كل مشتل.

اطالب وزير الزراعة بعمل مراكز ودروات تعليم الزراعة المائية على الأسطح مقابل رسم مخفض لصالح اتعاب المدربين ودورات تدريب لربات البيوت على زراعة نباتات الزينة المنزلية وسيجد اقبالا جيدا عليها وتنظيم ومراقبة عمل المشاتل داخل العاصمة والتي كان على أمانة عمان أن تجمعها جميعا في شارع واحد أو مجمع زراعي واحد بدل هذا التناثر والتشتت بين الأبنية السكنية.

اخيرا الملك تحدث عن تدريب وتكنولوجيا للتنفيذ العملي وليس للنقاش والحوار والجدل فمن يعلق الجرس؟؟