سرعان ما تتلقى اجابة جاهزة ومحفوظة بكل المواد الحافظة التي تغالط الزمن وتعتدي على حراكه ، "مجتمعنا بخير" ، وعندما تسأل عن هذه الجرائم العجيبة المتكاثرة تجد تفسيرا اكثر غرائبية ، مفاده "مجرد حادث فردي"ولا داعي لتهويل الامر.
تتكرر مشاهد قتل الاباء للابناء وننتقل الى اطلاق النار بين الاكاديميين بعد ان سئمنا اطلاق النار مجانا على اجسادنا المنهكة ، او على اقاربنا وجيراننا وابناء عمومتنا ، يرتفع منسوب الانتحار الى حواف مقلقة وتتكاثر جرائم الشرف مثل الاميبا وسط صمت الجميع.
الغضب يسير في الشوارع بحرية نحسده عليها ، وتخشى ان ترفع عينك على اشارة المرور حتى لا تقتنصك شتيمة عابرة لزجاج المركبات او"قنوة"جاهزة للانطلاق وربما اداة اخرى.
كل ذلك والصيف لم يدخل الى مناطقه الحارة ورمضان لما تصل اشاراته بعد ، اي ان الاجواء مرّشحة لمزيد من الادرينالين ومزيد من الغضب الطازج قبل ان نصل الى موسم التراشق الانتخابي وتمزيق اليافطات او مواكب المرشحين.
اطفالنا واليافعون دخلوا مواسم اجازات الصيف وهذا يعني امتلاء الشوارع والاحياء الخالية من الحدائق والملاعب مما يرفع من احتمالية التشاحن او مسك ياقات الملابس وبعدها تتسع دائرة المشاجرة لتشمل الاقارب والانسباء.
موسم الصيف يخلو من مواسم الفرح بعد وصول الخصخصة الى المهرجانات وساحة المدرج الروماني تقتات على ذكرى نشاطات وحفلات وسط بسطات افلت بعد رحيل مجمع رغدان الى المحطة.
صيف يخلو من النشاطات مما يعني فتح مساحة للضجر والملل الذي سرعان ما ينتقل الى غضب وحينها سنتذكر ان الصيف يحتاج الى برامج خاصة حتى نوفر للشباب واليافعين والاطفال اماكن تسلية منتجة ولا نتركهم اسرى للحواري وما يتبعها من سلبيات ومن ثم نبكي على مجتمع يسير نحو الغضب ونصّر على انه ما زال بخير.
(الدستور)