الرئيس الامريكي جوزيف بايدن صرح بان امريكا ليست على استعداد للدفاع عن افغانستان طالما جيشها يمتنع عن ذلك وحمّل القيادة الأفغانية المسؤولية عن سقوط افغانستان بأيدي مليشيا الطالبان ولم يتطرق للفشل الذريع الذي منيت به امريكا والحلفاء بعد 20 عاماً من احتلال افغانستان.
الحرب على الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر كانت مشروعه وموافق عليها دولياً فأمريكا تعرضت الى هجوم ارهابي لم يسبق له مثيل ولها حق الرد. ولكن ليس لها حق احتلال البلد 20 عاماً بل انها استطاعت في ذلك الوقت وخلال شهرين دحر الطالبان وتدمير قوته العسكرية وكان من الافضل الخروج بعد بضعة أشهر وتسليم السلطة لحكومة منتخبة وترك الساحة للأفغان وشأنهم.
تصريح المتحدث باسم وزاره الدفاع الامريكية لشبكه CNN السيد جون كيربي ان عدم وجود إرادة لدى الجيش الأفغاني وقيادته بالدفاع عن افغانستان كان امرا مقلقا ومفاجئا للأمريكان.
الجيش الأفغاني تعداده 350 ألف مقاتل مقابل 50 ألف مقاتل لطالبان ويمتلك الجيش أحدث المعدات العسكرية بما فيها سلاح الجو، والقوة العسكرية والأمنية تحصل على رواتب جيدة تتناسب مع مستوى المعيشة وللعلم فقد بلغ حجم الانفاق فقط على تدريب الجيش الأفغاني 83 مليار دولار اضافه الى تريليون دولار كمصاريف للمعدات العسكرية وتكاليف الجيش الامريكي لوحده دون مراعاة مصاريف حلف الناتو والحلفاء الاخرين. وبلغت نفقات امريكا في العشرين عاما 2.3 ترليون دولار لوحدها وهذا المبلغ يكفي لترميم البنية التحتية في الولايات المتحدة الامريكية بالكامل وقد تم اقتطاعه من اموال دافعي الضرائب وسيكون لهذا ابعاد سياسية داخلية نتائجها ستكون صعبة للرئيس بايدن والذي تدنت شعبيته كما وسيتم مراجعة مواقف رؤساء سابقين.
الوضع بدأ يزداد سوءاً في اللحظة الاولى لانسحاب القوات الأمريكية من افغانستان بعد المعاهدة الموقعة في الدوحة بين امريكا والطالبان والتي كانت تهدف الى تقاسم السلطة بين الحكومة وحركة طالبان، ولكن التنسيق بين امريكا والجيش الأفغاني كان شبه معدوم كما ان الجيش الأفغاني كان يعتمد بشكل كامل على الحلفاء ولم يكن لديه الإرادة لخوض حرب مع الطالبان، اضافة الى تفشي الفساد في صفوفه وعدم الالتزام وانصياع الجيش بالكامل لأوامر القوى المحلية والقبلية وليس لرئاسة الدولة عدا عن الفوضى العارمة في صفوفه وعدم اكتراث القيادة العسكرية والسياسية بالجيش والقوى الأمنية. هذا كله مقابل التنظيم الجيد لدى حركة طالبان والإرادة القوية والتصميم على دحر الاحتلال وتصاعد النفور الجماهيري من الحكومة الأفغانية، كما ان حركة طالبان قطعت خطوط الامداد للجيش الامريكي وحلف الناتو ولم يعد إلا الطريق الجوي سالكاً.
وفي النهاية يجب عدم نسيان تفشي الفساد والمحسوبية والسرقات في صفوف الجيش والحكومة وانضمام لا يزيد عن ثلث الجيش الى حركة طالبان.
ان سقوط كابول وكامل الدولة يشبه سقوط بيت من الكرتون فاجأ الجميع وخاصة الحلفاء.
الدستور