السياسة ليست خطابات رنانة بل هي مسؤولية أن تكون صاحب ضميرٍ وقضية. أن تكون المبادئ هي أساسك ومنارة الاهتداء لديك..
السياسة هي التطبيق الواقعي الذي ينهض بالدولة ويصلح أساسها ويقف أمام كل من يهدد أمنها ومستقبلها..
الوطن مربوط بالشعوب، والشعوب هي الوطن، لذا علينا أن نؤمن أننا إن أردنا أن ننهض بالأردن فعلينا أن ننهض بأنفسنا لنتمكن من سطّر معنى الوطنية بأسمى معانيها. كان ذلك خلاصة حديث وطني خالص من رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة خلال لقاء جمعنا به أخيرا.
الفكر والفهم السياسي، الصوت الهادئ. الصراحة في التعبير عن قضايا الوطن بشكل مؤثر..
يستمع إليك جيداً ويستوعب وجهات النظر المختلفة.. قريب من نبض الشارع.. شخص صبور وصاحب كلمة حصيفة ومؤثرة..
لغته قوية وحديثه يجذبك كمستمع ويحرض عقلك على التفكير.. ثقافته واسعة، حكمة وخبرات..
حديثه عذب لا يمل فلا تعود تشعر بمرور الوقت في حضرته..
إن الحديث عن رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة هو حديث عن أحد رجالات الرعيل الأول.. فالرجل تسلم مسؤوليات كبيرة في الدولة الأردنية، وكرس حياته جندياً مخلصاً شجاعاً مدافعاً عن ثرى الأردن.. هو السياسي المحنك الذي يصعب أن تؤرخ سيرة حياته..
لقائي به كان في صباح نقي مشرق تضمن حديث غني دام قرابة ساعة عن الحياة السياسية والديمقراطية وأهمية وجود الأحزاب لتطوير مسيرة سياسية في الأردن بفكر وبرامج واضحة، فالتغيير والإصلاح كما يراها الروابدة تتطلب تشكيل أحزاب لديها خطة واستراتيجية واضحة تدافع عن حقوق الإنسان وفق منهجية محددة، من خلال وضع برامج لمعالجة موضوعات مهمة مثل المياة والصحة والتربية والمديونية..
حديث حول قانون الانتخاب وتطويره وتقسيم الدوائر الانتخابية وعن آلية الاختيار..
تحدث بشغف العاشق عن الأردن وأهمية أن ينحت هوية خاصة به ليتجاوز تحديات المنطقة الجغرافية والتاريخية، مرتكزاً على مبادئ الثورة العربية الكبرى والقيم التي تمثلها للنهوض بالأمة العربية، وهي ما شكلت أساس الهوية الأردنية العروبية والقومية.
يقول الروابدة ان أرض الأردن هي ميدان الهوية الوطنية الأردنية للأعراق والأديان والأصول والأفكار.
الروابده ابن قرية الصريح تغنى يوما بعمان فقال «تلك العروس الوسنى. الرابضة على حد/ البادية تستمد منها الصبر والمصابرة.. ضفائرها تنسدل على ربى الخصب تعب.. منها الثبات والانطلاق.. يداها تحتضنان ماء رأس العين ترشف.. بهما نبع الحياة الخالدة.. ساقاها ترتاحان في عين غزال مرتع ريم الفلا».
يطول الكلام عن هذه الشخصية الفذّة، فهو الحكيم ببساطة خصاله وسمو أفعاله. قيادي من الطراز الأول يحتل مساحة أوسع من أن تفيه الكلمات حقه. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.
(الرأي)