يسجل للسياسة الأردنية الدولية التوازن والحكمة والمرونة والتوافق وبعد النظر والوقوف إلى جانب الشرعية واحترام خصوصية كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذا ما يبني جسور الثقة والتعاون والانفتاح بين المملكة الأردنية الهاشمية وسائر الدول العالمية جميعها.

شكلت زيارة وزير الخارجية التركي الأخيرة إلى المملكة تعزيزا لأواصر التعاون والتنسيق بين البلدين لا سيما مع نمو الاستثمار الاقتصادي بينهما وكذلك توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والسعي لتفعيل العديد من مجالات التفاهم المشتركة.

لعل القواسم الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين تعزز دوما فرص التعاون والاستثمار وحتى السياحة والتنقل والحصول على ميزات نسبية بين البلدين وفي القطاعات كافة ومنها التعليم والثقافة على وجه الخصوص.

تعلم اللغة التركية من جانب واللغة العربية من جانب آخر يشهد اقبالا لدى الجانب الأردني والتركي من خلال المراكز الثقافية المعتمدة لهذا الغرض وكذلك الجانب السياحي بين الطرفين والترويج للثروات الطبيعية فيها.

خلال السنوات الأخيرة ارتفع عدد الأردنيين المقيمين في تركيا سواء من الطلبة أو العائلات والمستثمرين وهذا دفع باتجاه زيادة التعاون والتنسيق في المجالات الخاصة بالهجرة والاستثمار والنقل والسياحة والدراسة والعلاج وساهم في رفع مستوى التبادل إلى درجات طيبة من التعاون والتنسيق.

ساهمت الدبلوماسية الطيبة بين البلدين في تعزيز العديد من مجالات التعاون كافة ومنها التربوي والثقافي على سبيل المثال وفتح الباب للدارسين وفي مختلف التخصصات في الجامعات التركية للدراسة وذات الأمر بالنسبة للطلبة الأتراك لدراسة اللغة العربية في الجامعات الأردنية.

العلاقات الطيبة بين الأردن وتركيا ساهمت في تحقيق استقرار وثبات للتنسيق المشترك ووجهات النظر المتقاربة لحل العديد من القضايا الإقليمية الراهنة واحترام حق تقرير المصير في المنطقة وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ضمن مساعي التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية.

مصادقة تركيا على اتفاقية التعاون الاقتصادي مع الأردن سوف تفتح آفاقا جديدة من التعاون الاقتصادي من خلال تحديد الخطوات لتفعيل الاتفاقية خلال المرحلة القادمة وبالتعاون والتنسيق للوزارات المعنية والاجتماعات المشتركة في البلدين.

العلاقات الطيب مع تركيا جاءت من خلال جسور الثقة والتعاون بين البلدين وخصوصا التعاون الأمني والرؤية الواضحة تجاه القضايا الإقليمية وسياسة احترام الخصوصية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ونجحت في توطيد العلاقات بين البلدين لما فيه الخير لشعب البلدين.

يسجل للخارجية الأردنية والتركية الاهتمام والمتابعة والتفهم لمختلف القضايا ذات العلاقة للأردنيين المقيمين في تركيا وتقديم المساعدة والنصح والدعم المناسب للتغلب على التحديات كافة.

أشير إلى تجربة طيبة ومجال تعاون ناجح شاركت فيه من خلال موقعي الرسمي السابق في وزارة التربية والتعليم ويتمثل ببرنامج التبادل الطلابي والذي يتيح الفرصة لطلبة أردنيين للالتحاق بالصف التاسع وحتى الصف الثاني عشر في مدرسة السلطان محمد الفاتح الدولية ومن ثم الالتحاق في الجامعات التركية مقابل التحاق عدد من الطلبة الأتراك من نفس المدرسة لتعلم اللغة العربية في الجامعة الأردنية والإقامة في الأردن لمدة محددة وتلك تجربة ساهمت عبر السنوات السابقة في تعزيز التعاون التربوي وتحتاج إلى تطوير لصالح الطلبة في البلدين، بل ويحتاج برنامج التبادل الثقافي والتربوي إلى اهتمام أكبر وخصوصا مع الاقبال المشهود من الطلبة الأردنيين للدراسة في الجامعات التركية وفي مختلف التخصصات.

مجالات عديدة يمكن تطويرها ضمن أوجه التعاون المشترك ولعل العلاقات الطيبة بين البلدين سوف تساهم في مضمون ذلك كله وبشكل ينعكس إيجابيا على المصالح العليا والقضايا المشتركة بين البلدين.

(الرأي)