عمون - تغلبت الطالبة مايا خالد الجدعان على إعاقتها البصرية التي رافقتها منذ الولادة بعزيمة وإرادة وتصميم وإصرار قادها إلى التفوق والنجاح في امتحان الثانوية العامة للدورة الحالية 2021 وتحقيق ما تصبو إليه.

تقول مايا إن سر تفوقها في امتحان الثانوية العامة وحصولها على المرتبة الخامسة في الفرع الأدبي بمعدل 99.15 بالمئة، كان هدفا سعت إلى تحقيقه منذ سنوات، فتكلل بالنجاح وتحقيق الطموح طارحة معه كل التحديات والمصاعب التي واجهتها طوال مسيرتها التعليمية على قارعة الطريق.

واضافت مايا أن التعليم عن بعد الذي فرضته جائحة كورنا شكل تحديا كبيرا أمام الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن ذلك لم يفت في عضدها لاعتمادها على حسن تنظيم وإدارة الوقت ومنح كل شيء حقه، فوزعت وقتها بين الدراسة ومتابعة حياتها دون إجهاد للفكر أو شعور بالقلق والخوف المبالغ فيه أو توتير العائلة التي لم تتوان يوما عن تقديم كل ما شأنه مساعدتها ودعمها في دراستها.

وتتابع "درست في أكاديمية المكفوفين التابعة لوزارة التربية والتعليم من الصف الأول حتى العاشر، والتي وفرت -الأكاديمية- لذوي الإعاقة البصرية الإمكانات والتسهيلات كافة للتعلم، كما كان هناك اهتمام بتأسيس الطلبة المكفوفين الملتحقين بها بشكل جيد.

واوضحت أنها ولأسباب خاصة تابعت تعليمها الثانوي في إحدى المدارس الأهلية، حيث التحقت بإحدى صفوف التعليم الدامج، ما شكل تجربة جديدة لها ومهمة، لافتة إلى تعاون وزارة التربية والتعليم خلال تقديم الامتحانات وتقديمهم جميع التسهيلات الممكنة التي ساعدت ذوي الاعاقة البصرية على اداء الامتحانات بأجواء مريحة.

وأرجعت مايا التي تنوي دراسة اللغات الحديثة، تفوقها اليوم والفرح الذي تشاهده إلى الجد والاجتهاد الذي حرصت عليه منذ الصغر برعاية واهتمام والديها اللذين وفرا لها كل أسباب التفوق والنجاح، فزرعا الأمل بالتفوق والنجاح في نفسها منذ الصغر.

وتتحدث مايا بثقة عالية أن الإعاقة لم تكن يوما سببا في عدم تحقيق أي طموح أو هدف نسعى اليه، بل هي حافز لنا لمجابهة التحديات وتذليل العقبات وتوليد الفرص من رحم المعاناة لمستقبل أفضل.

بدورها، تقول والدة مايا التي تعمل معلمة لمادة التربية الإسلامية، إن ابنتها أدخلت الفرح على قلوب أهلها وذويها ومعلماتها وحيها بكامله وكل من يعرفها، وكانت تعتمد على نفسها بدرجة كبيرة جدا؛ فلم تطلب المساعدة إلا في أوقات محددة وخصوصا عند أداء الامتحانات النهائية.

وتضيف أن مايا تتميز بالذكاء، فوضعت نصب عينيها هدف التفوق والحصول على أعلى المعدلات وعدم الاكتفاء بالنجاح، مسخرة لذلك كل وقتها وجهدها بإصرار وعزيمة وصبر وتنظيم.

وثمنت والدة مايا لوزارة التربية والتعليم وأكاديمية المكفوفين والمدرسة التي تخرجت منها مايا وكل من كان له دور أو جهد بهذا التميز، مشيرة إلى أن هذا النجاح والتفوق ليس بغريب على أبناء وبنات الوطن من ذوي الإعاقة؛ ففي كل عام نشهد تميز العديد منهم في مختلف المجالات العلمية والعملية.

(بترا - جميل البرماوي)