كثيرون يمتلكون ناصية اللغة العربية وان كانوا لا يجيدونها فهم يجيدون اللغة العامية التي لا تستند إلى قواعد معينة وإنما يصيغون الكلمات كما يشاؤون فليس هناك حساب ومراقبة على النطق بالعامية وينثرون الكلمات ويبعثرونها في الهواء فتكون معبرة عما يجول بخواطرهم وأما اللغة العربية الفصيحة فهي غائبة عن المشهد لعجز ابنائها عن النطق بها.
الشاهد ان كثيرا من المسؤولين يجيدون الوعود ويدعون وضع الخطط والأهداف ويحددون زمنا للتنفيذ ويتوهم المراقب ان شيئا قد يتحقق في القريب وان تغييرا سيقع وان انجازات سترى النور قريبا ويحدوهم الأمل لرؤية تحقق الوعود والالتزامات وبعد طول انتظار تجد ان كل الوعود كانت عبارة عن فقاعات هواء ذهبت في الاثير إلى غير رجعة.
ذاك هو الحديث عن تفعيل دور الاحزاب وتشكيل الحكومات البرلمانية التي يتجدد الحديث عنها بين حقبة واخرى ثم تكون النتيجة ان المجتمع لم يصل بعد إلى مرحلة النضج السياسي وان هذا بحاجة إلى سنوات طويلة ونعود من حيث بدأنا لتكريس الواقع دون أي جديد.
والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سنبقى هكذا وبهذه العقلية التي تؤسس للانطواء والجمود وعدم الثقة بالنفس وتكريس الواقع على مساوئه وكيف سننهض من كبوتنا ونشق الطريق إلى الإصلاح المنشود.
نحن المسؤولون عن ذلك ونحن نضع العربة أمام الحصان ولا نمتلك جرأة التنفيذ ونعيش على الأوهام.