الرفاعي في السلط والعرس في عمان
المحامي محمد الصبيحي
16-08-2021 03:34 PM
في دارة النجداوي بالسلط، التقى السيد سمير الرفاعي سبعين من أبناء المدينة للحديث حول عمل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة الملكية.
السلطيون كعادتهم يعتبرون عدم احراج الضيف وعدم القسوة في النقد والحوار جزءا اساسيا من كرم وتقاليد الضيافة، ومن هنا كان اللقاء أشبه بجلسة استماع أراء منه بالحوار المعمق.
غابت المعارضة السياسية يمينا ويسارا عن اللقاء بينما تواجد جمع من الوزراء السابقين، وترك السلطيون الضيف يتحدث اكثر مما استمع وبالكاد كان هناك اختلاف في وجهات النظر بإستثناء ما فاجأ به احد الشباب الحضور بالحديث عن تزوير في الانتخابات التي جرت زمن حكومة الرفاعي نفسه.
وفي مداخلة عن ضمانة اجراء الانتخابات بنزاهة ودون تدخل رسمي لم يكن أمام الرفاعي الا الإجابة الدبلوماسية العامة لانه فعلا لا يستطيع إعطاء ضمانات لا يملكها.
لم أفهم حتى الأن جدوى لقاءات موسعة مع الناس قبل أن تتبلور مسودة تقرير اللجنة الملكية، إلا أن تكون من قبيل الديكور المنمق او اعداد (البهارات) لطبخة لم تنضج بعد
الحوار المفيد هو الحوار المعمق مع خبراء التشريع والقانون الدستوري قبل أن يقع كوكتيل الكوتات الذي لا يبنى على مركز قانوني متساو في خطيئة دستورية.
المعضلة مع الجمهور ليست في القانون وإنما في استعادة الثقة بالانتخابات واسترداد الإيمان المفقود في نزاهة الانتخابات، وهذا الأمر قراره في عمان وليس في السلط ولا في اي مدينة أخرى. ومن هنا يصبح المثل الشعبي (العرس في عمان والطخ في السلط) افضل وصف لمثل تلك اللقاءات.
بقي أن نشكر بصدق عشيرة النجداوي العريقة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة ورحم الله المجاهد الكبير الشيخ أحمد النجداوي الذي يشهد له تاريخ الجهاد في فلسطين والشكر موصول لخير خلف لخير سلف.