تثير سيطرة طالبان على أفغانستان سؤالا" كبيرا":
ما موقف الغرب من الحركات الإسلامية؟ بالطبع ما هو متفق عليه عند أغلب المتابعين أن الغرب ضد الحركات الإسلامية ولهذا فمنذ سقوط الخلافة لم تستطع حركة وبالرغم من جماهيريتها الوصول إلى الحكم بينما وصل شيوعيون وبعثيون وناصريون وعلمانيون!! الغرب لا يريد عودة الاسلام لانه لا يستطيع نسيان أن المسلمين قد وصلوا أبواب باريس ومنتصف أوروبا من جهة الشرق ، فالحضارة الإسلامية مارد في نظر الغرب لا يجوز السماح له بالنهوض ، وقد سموا الدولة العثمانية بالرجل المريض وهو في طريقه إلى الموت ، لكن تململ الشعوب الإسلامية ورغبتها في العزة والكرامة والوحدة أعلنت أن الهدف باق والرجل المريض لم يمت . جاءت الحركات لتعلن أنها ستعيد الخلافة بنص مباشر عند ( حزب التحرير ) وبعبارات أخرى عند ( الاخوان) حيث تحدث المؤسس حسن البنا عن( أستاذية العالم) وتمدد تنظيم الاخوان من مصر للأقطار ليصبح تنظيما" دوليا" من الجزائر إلى جاكارتا . وعقب احتلال أمريكا للعراق ظهرت داعش معلنة ( الدولة الاسلامية) !! وأعلنت القاعدة عن ( الجهاد العالمي) .
لن أتناول الجماعات الصوفية لأنها لا تعلن عن شيء سياسي، وكذا جماعة التبليغ والأحباش ونحوهم .
الغرب عنده استعداد لتوظيف الجماعات واستغلالها لكنه لا يسمح لها بالسير باتجاه ( الخلافة) لان ذلك يصادم استراتيجيتها، وأعني بالتوظيف استخدامها كأدوات في الصراع مع القوى الدولية الأخرى مثل الاتحاد السوفييتي السابق وروسيا اليوم والصين . لا مانع من ضرب حركة بحركة ، لا مانع من تقريب حركة نكاية بأخرى لكن ذلك لا يعني الرضا عن الفكر الإسلامي. ولعل أبرز جماعة يخشى الغرب سيطرتها هي الاخوان لتمددهم ولوجودهم في فلسطين عبر حماس . الغرب لا يريد شركاء بل أدوات. والحركات بدورها لا تقدم خطابا" سياسيا" يمكن التعامل معه حيث بقيت الحركات أسيرة أقوال رموزها دون تجديد فصارت مكشوفة الأداء . الغرب قد يقبل بحركة موضعية وضمن أسس محددة منها تقديم خطاب بعيد عن التمدد والحلم بالخلافة . حركة موضعية ذات ثقل شعبي تتعامل بالمعادلات الغربية ولو من وراء حجاب .
حتى الآن لم تظهر هذه الحركة ولم تغير الدول الغربية موقفها ولهذا فسياستها هي هي : التضييق والملاحقة وتوكيل وتأييد كل من يبطش وينقلب ويطارد ومحور ذلك كله " أمن إسرائيل" !!
فهل سنرى في حركة طالبان نموذج حركة تحررية مرغت أنف أمريكا كما يقول كثير من الإسلاميين الفرحين لانتصار طالبان !! ، أم سنرى في طالبان النموذج السني الذي يقابل النموذج الشيعي ليمارس كل منهما النخر والتشويه لتقطع الأمة الأمل بنهضتها عبر رؤية نموذجين يسيئان للاسلام ويقدمان المبرر تلو الآخر أن الإسلاميين خطر على المجتمع والدولة والعالم ؟ . سنرى .