حين حلقت طائرة التوجيهي هذا العام كانت مثقلة بحمولة زائدة، تكدسّ بعضها من تراث الامتحان الثقيل عبر سنوات، تعاقبت فيها فصول عديدة، شتاء قاسٍ، وربيع مزهر، وصيف حار، وبعضها من طبيعة الامتحان نفسه وما يعتريه من جدل وجودي أو جدل وظيفي، المهم أقلعت طائرة التوجيهي، لتواجه مطبات هوائية ومطبات بالريموت مصدرها أرضي، ومطبات فنية مصدرها إنساني وإداري، ومطبات إعلامية مصدرها قلة المعرفة وربما الرغبة في الغناء في جنازة.
إذن! واجه المهندس الوزير صعوبات للإقلاع والمطبات الجوية بهدوء وثقة واقتدار، وتمكن من الهبوط الآمن! في الهبوط الآمن؟
يبدو أن الوقت مبكر لتحليل نتائج هذا العام، ولكن الملاحظات الأولية تشير إلى أننا أمام نتائج أكثر واقعية، وأكثر انسجامًا مع الظروف، طبعًا هذا لا يقلل من نتائج سابقة، فلكل موسم ظروفه وقطافه، يصعب توقع الإعلام المرافق للنتائج والذي سيستبق أي تحليل علمي، لكن أتوقع هدوءاً في التعامل وبعض نضج في التفسير والاستنتاج.
أنا كتربوي أتمنى امتحانًا لا يرسب فيه من نجح اثنى عشر عامًا قبله، وأتمنى امتحانًا عادلًا لا يعامل الجميع بنفس الإجراءات على الرغم من تباين الظروف، وأتمنى أيضًا امتحانًا له مواصفات وأهداف علمية، ولذلك سأفكر كثيرًا فيمن لم ينجح في الامتحان، وخاصة أن بعض غير الناجحين لم يتلقوا فرصة تعلم تقودهم إلى نجاح.
إذن! للهبوط الناجح سببان:
- قيادة ماهرة.
- رغبة حقيقية في التطوير.
فوزير التربية المهندس، كان يفكر في إقلاع آمن، وحماية من المطبات، ولذلك فكر في تطوير الامتحان والبحث عن أشكال تتناسب مع مستوى نضج الأداء التربوي ونضج المجتمع. فما للتوجيهي معروف وما عليه معروف.
دعونا نأمل إذن بتوجيهي يقترب من كامل الأوصاف.
وأخيرًا، نهنئ الوزارة بما فعلت، وننتظر جهدها في تطوير التعليم بالتزامن مع تطوير الامتحان! فالامتحان الجيد يجب أن لا يقف عثرة أمام تطوير التعليم والتعلّم كما فعل التوجيهي الحالي على مر السنين.