وفي سياق الحديث عن أهمية متطلبات الجامعة وضرورتها في صقل شخصية الطالب الجامعي وتطوير الذات والعمل المستمر الدؤوب لإيجاد متطلبات أخرى لتنمية العمل التطوعي والاجتماعي لخدمة المجتمع المحلي المحيط بالمؤسسة ومكان اقامة الطالب وسكناه وتعزيز روح الانتماء للمؤسسة والمكان بما يبعث على الإحساس الكامل بالمسؤولية والولاء والانتماء تجاه الوطن.

فقد كان من الأجدر الإبقاء على مساق مدخل إلى علم الاجتماع وتعزيز ذلك كمتطلب جامعة إجباري لجميع الكليات حيث يضم هذا المساق في خطته ومفرداته كل ما تحدثت به آنفا وأكثر ولا ننسى حتى أن مادة الأخلاق كنا نغطيها بهذا المساق في فصول خاصة وواضحة وعناوين عديدة حول السلوك الاجتماعي ومؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمية وغير الرسمية وتعزيز الانصياع للقانون والإذعان لتطبيقه بعدالة فكل هذا وذاك يدرس في علم الاجتماع بفروعه ومساقاته المختلفة.

إعادة مساق مدخل إلى علم الاجتماع لأهميته والذي هو مساقا مهما حقا لجميع الطلبة وفي جميع الكليات خصوصا للسنوات الدراسية الأولى وضرورة عودته مطلبا اجتماعيا كبير للطلبة في ظل تنامي المشكلات والظواهر الاجتماعية المختلفة والارتفاع الكبير لمشكلتي الفقر والبطالة مما ينعكس سلبا على الارتفاع أيضا لمستوى ومعدلات الجريمة والنوعية منها.

ومن الجدير بالذكر بأننا على موعد قريب قادم لعودة التعليم الوجاهي للطلبة وذلك بعدما هشّمت الجائحة الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للإنسانية والشباب الذين يشكلون ما يزيد على ثلاثي مجتعنا الأردني من هنا وبعد ظروف الحظر الشامل والحجر التي فرضتها ضروف الجائحة وما رافقهما فأن التخوف من عودة العنف المجتمعي بشكل عام والذي يعتبر العنف الجامعي أحدى وجوهه وأشكاله سيكون أمرا واقعًا يحسب له ألف حساب وتعد له العدة في ظل ظروف الازدحام العام المقبل فتصبح ظروف التعامل معه دقيقة وحساسة.

لقد تم تقزيم مساق مدخل الى علم الاجتماع خلال السنوات الماضية فقط حدود كلية الآداب علمًا بأن أهميتها كمتطلب جامعة يكمن في في تعزيز الاختلاط والتفاعل بين طلبة الكليات العلمية والانسانيات مما يؤثر إيجابًا في إزالة الفجوة وتعزيز الجوانب المعرفية والثقافية بين الطلبة على إمتداد مساحة الجامعة وما سيترك ذلك من آثارا إيجابية على المجتمع بشكلٍ عام.