لا أملك الكثير لأغير مسارات حياتي.. لأوجد مساحات لأحلامي أن تتجدد وأن تعلو بي لأماكن كنت أعتقد أنها ستصالحني مع الأيام..
لا أملك أن أعيد كتابة أوراقي مرات ومرات، وإن فعلت، ستبقى بعض الحروف عالقة بها، وسأحاول ألا أعود للورقة الأخيرة كي يبقى شيء ما في النفس يتجدد ويحلم، كما كان بحروف الأوراق الأولى.. البدايات.
لا أملك أن أقف مرارا أمام خيارات سابقة وتجارب عديدة متألمة.. نادمة.. فما جدوى أن أعيد جلد ذاتي مرات ومرات لأكتشف أن تلك الخيارات قد عبرت حياتي بطريقة أو بأخرى وتركت بصماتها.. ومضت..
لا أملك أن أستعيد من رحلوا.. ولم أكن أقوى على تحمل خسارات من أحببتهم، فتلك بعض الأقدار التي تضعفنا وتهزمنا مرارا لكننا نبقى أضعف بكثير من أن نستبدلها بما يبدد آلامنا..
لا أملك أن أحب بعضهم بأقل مما يستحقون.. وأن أمنحهم بقدر ما كانوا لي ألما.. ليمروا عابرين بأيامي لا أتوقف عند حروف أسمائهم وملامحهم كثيرا وأمضي..
لا أملك أن أحادث نفسي وأُدخلَها لمختبر تدريبي يعودها على أن تتقبل الكراهية كالحب.. والخيانة كالصدق والوفاء.. والبقاء كالرحيل، وأن تشرع نوافذ قلبها ولا تتمسك إلا بمن أراد البقاء.. فتعود نفسا مختلفة مبرمجة للحياة كما هي دون مثاليات لم يعد لها مكان...
لا أملك أن أجرد ذكرياتي عن مستقبلي وأن لا أبقى أسيرة لها في كل مرة هي فقط تحدد لي مقدار السعادة والألم، فقد أتعبني مرورها بثنايا القلب دون أصحابها..
لا أملك خيار الهروب من قلوب أحببتها بحثا عن ذاتي، فشعوري أن وحدتي ليست ملكي تجعل عالمي حدوده هم لأبقى أحلم بمساحة لذاتي لا أملك أن أجدها..
لا أملك خيارات كثيرة..
ومن يملك ذلك؟.. ونحن ندرك أن بعض خياراتنا مؤلمة لأخرين ومساحة لنبدأ من جديد ونحن نتجاهل مخاوفنا من البدايات؟؟
لا أملك خيارات كثيرة قد تلغي ما مضى وتغلق أوراقا عديدة وتعيد كثيرين إلى أماكنهم بحياتنا كي نتقبل مغادرتهم ورحيلهم عنا كحقيقة لا كحلم..
لا أملك خيارات كثيرة..
لكني دوما أملك خيار ألا أتوقف عن البحث عن تفاصيل ذاتي والبحث عن تلك المساحات التي بها أتمكن من استعادة قدرتي على أن أحلم من جديد.. فكلما امتلكت هذا الخيار تيقنت بأني لا زلت أعيش ولا أحيا فقط.. وهو خياري.
(الرأي)