* المشهد الأول

في الساحة الواسعة وسط المدينة يحطُ الكثير من الحمام ليأكل ما يضعه له الناس من حبوب القمح والذرة والشعير والأرز ويشرب الماء من صحون بلاستيكية..

في تلك الساحة يمشي رجل وابنته، فجأة تتوقف الطفلة وتقول:

"بابا. خلّينا نغيّر طريقنا ما بدنا نزعج الحمام وهو بياكل"

ماذا فعل الرجل عندما سمع كلام الطفلة؟

انحنى وقبّل جبينها وفعل ما طلبته..

أنا توقفت أمامهما وأديت لهما التحية العسكرية وكنت أرغب بتقبيل جبين الطفلة لولا كورونا..

* المشهد الثاني

أم في نفس الساحة أحضرت أطفالها لرؤية الحمام واللعب..

يندفع الأطفال للهجوم على الحمام الذي يأكل الحبوب فيطير، وكلما حاول الحمام أن يحط ليأكل ويشرب هاجمه الأطفال وهم يصرخون..

الأم تراقب المشهد وتبتسم والحمام يتمنى أن ينطق ويقول لها:

"ابعدي أولادك عنّا بدنا ناكل، ربيهم مشان الله"

* المشهد الثالث

أم ومعها طفليها وفي يدها تحمل كيساً

تفتح الكيس وتطلب من الولد والبنت أن يأخذا من حبوب القمح ويطعما الحمام بكل هدوء ومحبة

تقول لهما أن هذا واجب عليهما..

* المشهد الرابع

أم ورفيقتها ومعها طفلان وقت الغروب في الساحة

الولد يركض هنا وهناك، يلتقط علبة مياه من الأرض ويقذفها في الهواء ويركلها، يضع يده على التراب، يلتقط أشياء وبعد ذلك يضع يده على فمه..

البنت تفعل كما يفعل شقيقها، لم يتركا شيئاً ملقى على الأرض إلا وعبثا به..

الأم الأنيقة تتحدث مع رفيقتها ويبدو أنها لم تسمع عن كورونا والفيروسات والتربية و..