من المعروف في علم الاقتصاد ان الاستثمار هو عامل فعال في التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل وزيادة الدخل والإنتاج ولذلك تسعى الدول المتقدمة والنامية إلى تعزيز الاستثمار الداخلي والخارجي وتهيء له البيئة المناسبة والتسهيلات اللازمة ليأخذ دوره في رفعة الاقتصاد الوطني وحل المشكلات الاقتصادية.
في الأردن مشكلة كبرى في صناعة الاستثمار ويجري تنفير المستثمرين بعد مواجهتم لمعضلات كثيرة ترجع اسبابها إلى عبثية بعض الموظفين الذين يريدون تقاضي الرشوة او المشاركة في المشاريع والى البيروقراطية القاتلة وكثرة العراقيل وعدم وجود ارادة لتشجيع الاستثمار.
وليس ادل على هذا ما حصل مع المهندس الأردني المغترب محمد عيد والذي كان يحمل فكرة إقامة مصنع للقطارات وتشغيل خط القطار بين عمان والزرقاء دون تحميل الخزينة اية نفقات إذ ان هذا المشروع ممول بالكامل من الاتحاد الأوروبي وقد قام المهندس محمد عيد بمقابلة عدد من المسؤولين الأردنيين وطرح عليهم المشروع ولكنه لم يجد آذانا صاغية فحمل فكرته إلى تركيا وأنشأ ذلك المصنع في مدينة بورصة وخرج المشروع إلى حيز الوجود واصبحت تركيا تصدر القطارات إلى دول الشرق الأوسط بالإضافة إلى خدمة بلادهم بالقطارات.
لا أدري ماذا أقول عن هذا التنفير واتساءل ويتساءل معي المواطنون الغيورون عن سر تنفير المستثمرين وهل نحن لا نريد لبلدنا الخير ومن هو المسؤول عن هذا الفشل.
وكيف نردد اننا نريد تشجيع الاستثمار ونضع القوانين لذلك واذا أصبحت اللقمة قريبة من الفم لفظناها.