خيزرانة "بين العصر والمغرب"
طلعت شناعة
15-08-2021 08:57 AM
حتى الان سمعت هذه الاغنية من اكثر من 10 مطربين ومطربات هم: نجوى كرم، وماجد المهندس، وسميرة توفيق، وميريام فارس، والهام المدفعي ،ومهند حسين، وغيرهم..
وحتى الآن لا اعرف لماذا تحتوي على كل هذا الكمّ من «الضّرب» خاصة ب «الخيزرانة». مع أن الموضوع «عاطفي» ويتناول كما فهمته قصة حب بين امرأة ورجل تقع احداثها في فترة «بين العصر والمغرب». وهي فترة الهدوء الذي يسبق قدوم الليل. وعادة ما يكون الكائن الحيّ فيها «كسولا»، بالكاد يتحرّك بصعوبة.
تقول الاغنية:
«بين العصر و المغرب
مرت لمّة خيالة
وعرفت فرس وليفي
لإنها شقرا و مياله»
حتى الان الأمر عادي. عاشقة عرفت فرس المحبوب وتصفها بأنها كانت »شقرا وميّالة».
فما الدّاعي لوصلة «الضرب التالية».
تتابع الاغنية:
«لا تضربني لا تضرب
كسّرت الخيزرانه»
صارلي سنة وست أشهر
من ظربتك و جعانه«.
معقول ، في كائن حيّ «طبيعي»، يتحمّل «الضرب بالعصا / الخيزرانة» لمدة «سنة وست اشهر». اي سنة ونصف السنة؟
هل هذه «حبيبة عادية ام انها تمتلك جلد تمساح، لا تتأثر بلسعات الخيزرانة وهي نوع من الخشب الصلب والقوي، فكيف اذا تكسّرت على جسد امرأة؟
ثمّ، وخذوني على قد عقلي: ما هو السبب الذي جعل الحبيب «يحمط حبيبته بالخيزرانة؟ هل هذا تعبير عن «شدّة المشاعر»؟ واذا كان هو «سادي» يحب تعذيب الاخرين، فهل الحبيبة «مازوشية» تعشق تعذيب نفسها؟
وهل يستحق هذا «الذّكَر« كل هذه المعاناة، حتى لو كان «طلعت شناعة»؟
دعونا نُكمل «المَجْزَرة». قصدي، الاغنية على لسان الحبيبة:
«والله لانصب مرجوحة
من سطوحي لسطوحه
خلي يقولو حارامي
روحي متعلقا بروحة
روحي متعلقة بروحة»
كمااان....
تريد ان «تلبّس حالها قضية سطو وسرقة واعتداء على بيوت الآخرين». كل هذا وحضرة الأخ، مش سائل فيها وكانه «يتلذّذ» في «بهدلتها»..
أي امرأة هذه التي تتحمّل هذا الكمْ من المعاناة والضرب المُبرّح..
الغريب، اننا نستمع الى هذه الاغنية منذ عشرات السنين، ولم يفكّر أحد بمعناها.
انا استمعت للاغنية مؤخرا، وتأملتُ كلماتها وكدت »ابكي» من «هوْل» الموقف.
دعوني ابكي على الحبيبة «أمّ القتلات»..