سبق وأن أشرت في مقالة سابقة إلى ضعف التنسيق بين وزارات ومؤسسات حكومية، وإن كانت القوانين والقرارات الصادرة عن الحكومة توضع على الرف يتمسك الموظفون بتعليمات كل وزارة على حدة ويتجلى هذا في أسوأ صورة في عمل لجان الرقابة التي تحتاج إلى ضبط ايقاع عملها وتوحيدها.
يستمرئ كثير من هذه اللجان التعسف في استخدام السلطة، والإغلاق أسرع قراراتها، والحقيقة انني بحثت عن أمثلة في الأخبار عن بلد يغلق مؤسساته في القطاع الخاص كعقوبة فلم أجد وكأن قانون الدفاع هبط عليها من السماء كهدية لتمارس هذا الجلد!
الأسبوع الفائت دخلت لجنة تابعة لإحدى الوزارات مطعماً مصنفاً كأفضل ألف مطعم في العالم ولم تخرج منه الا بقائمة من المخالفات المبتكرة، انتهت بقرار إغلاق!
يحدث هذا كل ليلة ويوم وكأن هذه الوزارات والمؤسسات ذات الصفة الرقابية تتسابق على الفوز بهذه الغنائم، وهي لا تكتفي بذلك بل تحرص على نشر أخبار الإغلاقات باعتبارها أهم إنجازاتها اليومية وتصر على أن ترسل إلى العالم برسالة تقول إن مؤسسات القطاع الخاص «خربانة"!
يبدو أن هذه المؤسسات متفرغة فقط لهذه المهمة فلا أعمال تبرزها ولا إنجازات تتحدث عنها، وكأننا في ماراثون جائزته الكبرى مخالفات كورونا..!.
مرة وألف.. أين إنجازاتكم لتطوير عمل مؤسساتكم ووزاراتكم لتقديم خدمة أفضل للمواطن، وأين هي خططكم وبرامجكم لمواجهة تداعيات كورونا في جانبها الاقتصادي، وأين هي مبادراتكم للتكيف مع المتغيرات الكبيرة التي فرضتها أزمة كورونا في اعمالكم وخدماتكم؟
أي رسالة تريدون من هذه الممارسات والأخبار التي تزدحم بها صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية وشاشات التلفزة والشبكة العنكبوتية؟.. سوى نشر صورة واحدة فقط هي أننا غير مؤهلين لان يصطاف عندنا أحد!
غذاؤنا فاسد وتاجرنا غشاش ومطاعمنا موبوءة ومصانعنا يسرح فيروس كورونا فيها ويمرح! هذا الهراء لا ينتج سوى التشكيك والعجز! عجز هذه المؤسسات والوزارات عن الإنجاز.
هل نسيتم كم من الجهد بذل لاقناع دولة شقيقة لرفع حظر استيراد خضارنا بسبب خبر وسلوك على هذه الشاكلة!
لا نقلل من أهمية الرقابة فصحة المواطن هي الأساس، لكننا نحث أجهزة الرقابة على ان تعمل بصمت وبلا تعسف، وقبل ذلك أن تعمل تحت مظلة واحدة، إذ ليس من الصواب أن تعمل هذه المؤسسات مثل جزر معزولة.
ما يحتاجه الأمر هو عمل مهني غير استعراضي، ولتفاهم مؤسسي واضح وآلية فنية ومهنية توحد القرار الرقابي ومرجعياته..
اوقفوا هذا الهراء!
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي