الجوع عكس الشبع ، وفي الامثال قيل ( الحكي صابون القلب) ، كثير من الناس يعيش جوعًا مزمن ولا نقصد جوع الطعام بل الحكي ، وان دل هذا على شىء فإنما يدل على حالة من الخرس النفسي الذي أصاب هؤلاء الناس إتجاه الواقع ، فاصبحوا في حالة جوع للحكي أمام العجز عن العمل والتغيير.
قد يكون المراقب للفعاليات التي تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار المحلية ، قادرا على تصنيف كل ما يحدث ووصف ذلك ب ( كله حكي)، نعم فالنسبة البسيطة جدا من الافعال الحقيقية لا ترقى لمستوى التغيير الذي يحتاج اليه المجتمع ليشعر بالشبع .
هنا نجد أنواع الحكي المتدوال بين تسويف للأمور ،وتشدق بالواقع ، أو اجترار الماضي وتخدير الحاضر ، من أمس لليوم تطورت مدراس الحكي ، لتصبح كلها في خلاط واحد دون تمييز الكل يتحدث بالسياسة الخارجية والداخلية والاقتصاد والمشاكل الاجتماعية والثقافية ، الكل جوعان حكي.
لكن السؤال المهم من الذي يوجه له الحكي كله ؟
انهم الشباب والشابات ….!!
ان المضحك المبكي في هذه الحالة أنهم لا يحتاجون كلام او حكي بل يحتاجون إلى أفعال تنقلهم من حالة الجوع والفقر من وحالة الضياع والوهم ، من حالة الانتظار والوعود إلى حالة الكفاف أو الاكتفاء الذاتي للتشغيل والعمل للإنتاج والحصول على المال الذي يمكنهم من تأمين فرص للمستقبل والانتقال لمرحلة تحيق الأحلام والطموحات ، لقد كُدَ رحم الصبر فأنجب الصبر صبرا ، ولكن إلى متى سيكون المتصدرون للمنابر يضعون الشباب والشابات أمامهم منظرين ليسدوا جوعهم للحكي ، واذا ما استمعوا لهم شاركوهم أحزانهم وغادروا، لتتبخر بعدها وعودهم وتنتحر على أبواب القرار احلام الشباب.
كفانا حكي….
كنت أود أن أضع بعض الأمثلة التي أعرفها ، لكني اعتقد انكم تعرفون الكثير ، لنعمل معا على إيقاف الحكي وسد الجوع بالتخلص من اللقاءات والورشات والخطابات والابتعاد عن الشرهين والمتشدقين والمتسلقين وأصحاب النرجسية من أتباع محور الشر ، لنحاول فقط ان نكون واقعيين ننظر لقدراتنا كشباب على التغيير للأفضل ، الوطن لا يحتاج حكي ، الوطن لا يحتاج أحد منهم ، هم من تحتاجون الوطن، وانتم قلبه النابض بشبابكم وعزيمتكم وبحبكم له ولمليكه وولي عهده ، عاش الشباب وحمى الله الاردن .