قبل نحو خمسين عاماً صحا العالم وقد بات على اعتاب تحد بيئي خطير . تلوث يوسع الخرق في طبقة الاوزون فيعرض سكان كوكب الارض للاشعه الضاره ، وغازات دفيئه ترفع درجة حرارة الارض ، وتغيرات مناخيه اخرى تُخل بالدوره الهيدرولوجيه للمياه والتوزيع المعتاد للامطار بما يجعلها اقل فائدة ومسبباً للفيضانات المدمره وجفاف المراعي وتصحر اراضيها.
جاء ذلك مترافقاً مع نشاط عالمي محموم لانتاج المزيد من الغذاء الكافي لسكان العالم تحت ضغوط تزايد سكاني وصل إلى 90 مليون سنوياً، واستخدام شبه كامل لتطبيقات البحث العلمي خلال اربعين عاماً ما بين 1950 و 1990 ، وما أسفر عن ذلك من استنزاف كبير للموارد الطبيعيه من اراض زراعيه ومياه ومراع ومصائد للأسماك .
اليوم تكاد تطبق علينا مخاطر بيئيه شامله تحمل اكثر من عنوان أوسعها واخطرها التغير المناخي الذي باتت تترافق فيه مظاهر الاعاصير والفيضانات المدمره وحرائق الغابات والارتفاع غير المسبوق في درجات الحراره واتساع دورات الجفاف ، بالاضافه إلى استنزاف سافر لموارد الغذاء وتزايد كبير غير متوقع لسكان العالم يتطلب مزيداً من الموارد تكاد تكون غير موجوده .
ذلك كله مدعاة لنزاعات مختلفه ومتعدده سوف تخوضها دول العالم محورها واسبابها الموارد وفي مقدمتها نزاعات المياه بين دول المنابع ودول المصب . والخلافات حول الحدود البحريه الدوليه بين الدول سواء بسبب مناطق الصيد او بسبب مصادر الوقود . كما ان تجارة الغذاء سوف تصبح سبباً اضافياً للنزاعات العالميه إن كان على صعيد اسواق الغذاء الدوليه أو بين الدول مصدرة كانت او مسنورده .
مخرجات قضايا التغير المناخي ونقص الغذاء وأزمة الموارد الطبيعيه سوف تتزاحم قريباً على طاولة مجلس الامن . وقد يحتاج الامر الى انشاء محاكم دوليه متخصصه للنظر في هذه القضايا وتطبيق القوانين الدوليه . لكن ما بات ضرورياً ان تضع الامم المتحده كتاباً بخصوص هذه القضايا ليكون متطلباً اجبارياً في جميع مدارس دول العالم لتكريس فهم اوسع واعمق لقضايا المناخ والموارد والغذاء.