جمع " صالون الحلاقة " بين مواطن اردني وضيف عربي زائر . وكما هي العادة تتشعب الاحاديث التي تدور احيانا بين شخص يريد ان يقضي الوقت بما يلهيه عن عد دقائقه ، واخر يسعى الى اظهار معرفته ببواطن الامور مع انه لا يعرف شيئا .
وبقيت الاحاديث على هذا المنوال الى ان انساقت الى تناول موضوع الضيوف والزوار والاردن والكرم والوفادة . حينها انفلت زائرنا وبدأ يكيل التهم للاردن ، منطلقا من التحدث عن بعض الظواهر السلبية ، الى ان توقف عند ما دعاه استغلال الضيوف من قبل بعض الاردنيين . عندها انتفض المواطن الذي اختار الى ما قبل هذه النقطة الاستفزازية ان يقضي الوقت في مطالعة الصحيفة ، ليتصدى للمتقول على الاردن ويبادر الى الاستفسار منه عن " متى .. وكيف .. " حدث هذا الذي يتقوله . متعهدا باحالة الامر الى الجهات الرسمية المعنية لاتخاذ الاجراء الكفيل بالحفاظ على صورة الاردن في ما لو كان كلامه صحيحا . مخاطبا اياه وبحدة . . الشعب الاردني ليس جائعا حتى يستجدي لقمة عيشه من زائر ، ومواقفه في الايثار والنخوة والشهامة وعزة النفس لا تطمسها تقولات رخيصة . وعندما اعلن ( الحلاق ) انتهاء رحلة المقص على شعر الزائر .. رفض الحلاق الشهم ان يتقاضى منه الاجرة ، حتى لا يقول انه يستغله ايضا . الا ان المواطن الاصيل اصر ان يدفع اجرة الزائر شاكرا الحلاق على موقفه المشرف والطريقة التي استخدمها وعبر من خلالها عن اردنيته ومواطنته للرد على هذه الجعجعات والافتراءات .
في مقابل هذا الموقف ، هناك موقف اخر تمثل فيما سمعته من احد المشاركين العرب في احدى الفعاليات الاكاديمية التي نظمتها احدى الجامعات الاردنية عندما قال ، بانه يحرص على عدم تفويت أي فرصة مشاركة في أي من المناسبات او الفعاليات التي يحتضنها الاردن ، وحتى عندما لا توجه له دعوة ، فانه يبذل قصارى جهده ليكون من بين المشاركين ، وذلك حتى ينعم بدفء اجواء الاردن وعادات اهله وطقوسهم الانسانية والاخلاقية والاجتماعية الطيبة والرفيعة ، وحتى يبقى يقنع نفسه ويطمأنها بان امة العرب ما تزال بخير ، وان الانسان العربي ما زال بخير .
اسوق هذه الامثلة في مقدمة التنبيه لمواقف وصور اخرى ذات ابعاد سلبية على نقيض ما حدث في صالون الحلاقة وما قاله الاكاديمي العربي . فقد تجد من يجلس في جلسة تضم بعض الاشخاص من جنسيات مختلفة ، يتحدثون عن بلدنا ويوجهون له بعض الانتقادات ، دون ان يفكر بردعهم او يوقفهم عند حدهم ،. وربما تجده يؤكد اقوالهم واتهاماتهم وذلك من باب مجاملة الضيف وعلى حساب سمعة بلده مع كل اسف . وهنا نتساءل .. اين هو الحس الوطني والغيرة الوطنية عند هذا البعض ؟