ايها الجندي الاردني .. انت قسمنا
أحمد سلامة
14-08-2021 02:20 PM
قبل نيف واربعين سنة.. جالسته بعد عودة له من العراق، التقى خلالها شهيد العيد صدام حسين رحمه الله، وزار جبهات القتال.. لم يكن انذاك في منصب حكومي لكنه كان اسما له وقعه ليس بحاجة لمنصب.. وطلب الي الاستاذ محمود الكايد (رئيس تحرير الراي) ان اجري معه مقابلة سياسية، كنت حينها (محرر الشوون السياسية في الراي) …
زارنا في الراي ، وقدمني اليه في مكتبه ابو عزمي يرحمه الله، ومشيت معه الى مكتب مجلس الادارة ارقى قاعة كانت للراي حينها…
كان بشوشا كان حنونا ودافئا حد الابوة ..لحظة ان جلس ! بادرني هو بسؤال (احمد، الدكتور رفعت عودة شو بتصير له ؟؟) اجبته بحماس:
عمي ومثلي الاعلى ورباني ايضا…
لا زلت استحضر تلك الاشراقة النورانية التي طفح بها وجهه… وهمهم …. ما شاء الله
بدأت المقابلة مع ذلك القومي الهاشمي الايدوني العميق.. عند المنتصف كان يقول لي شيئا عن مالات الصراع العراقي / الايراني
وادرك بحدسه، انني متشكك فيما قاله.. فجأة قال لي: يا استاذ احمد (اقسم بشهداء الامة العربية، ان ما قلته لك ليس في باب السياسة، لكنه في باب يقيني العربي)..
كان القسم بشهداء الامة العربية اول مرة سمعته من العم الدكتور النبيل هاني الخصاونة ….
والان اعترف ان المقابلة في جزئها الاول كانت قوية ومتماسكة لكن تركيزي قد افل بعد ان سمعت قسم الدكتور هاني (بشهداء الامة العربية) فلقد شغلني القسم حد الابهار ونحن من جيل كان ولم يزل تبهره كلمة (الروح المقاتلة فدو الوطن والامة) فكيف ان وقع فينا
القسم باسم شهدائها …!!!
كنت اسمع هذا القسم لاول مرة واخر مرة من رجل لم يقسم طوال حياته الا بشهداء الامة..
قفز.. اليوم الى كل روحي قصة القسم الذي علمنا اياه وحثنا على التمسك به معالي العم الدكتور هاني الخصاونة (شهداء الامة) حين
طالعتني صورة الجندي المجهول لاردني مضى رافعا قلبه الى الباري عز وجل في تلة الذخيرة دفاعا عن القدس التي كل طلقة ليست دفاعا عنها يشوبها الشك ويطرح السؤال.. حول معناها وجدواها
ارتل اليوم قسم هاني الخصاونة.. (وحياة شهداء الامة) اننا لن نوفي ذاك البطل حقه فينا وحقه علينا، انى كتبنا وانى بكيناه ….
…
ليس مهما ان يكون هذا الجبل المدفون في جبل دفاعا عن تلال القدس ينتسب الى الطراونة او المعايطة او القطاونة ولا البرارشة وليس مهما ان كان من العيسى/ الدفيانة او السرور او القلاب او السردية والخوالد وليس مهما ان كان من النعيمة او ايدون زعبي او هنداوي خريس او عبندة شريدة ام العزام ولا من الاهمية بمكان ان كان رواحنة او بقور زيادات او الشهاب سعايدة او الشبلي وليس مهما ان كان جعبريا او من الشعار ولا من العطعوط او الصليبي خريسي او حياصي عربيات او عواملة بل ان اهميته يمثل كل هولاء واؤلائك …
يمثل دمه الزكي المخيم والمدن والبادية والقرى والاشجار والقباب هذا الجندي المحهول النسب جلي اوجه، نقي الدم، وفصيح الرصاص..
هذا كلام للاردنيين وحدهم دون خلق الله..
التراب له حداوه، وله احزانه وحين يغضب يصرخ وحين يطري يغني ولا يطرب التراب (اكثر من دم شهداء الامة) الان عرفت بصورة اعمق مغازي ومرامي هاني الخصاونة حين تفرد بكل جيله وميزه قسمه كان يحس باكثر مما نحس ويرى ما تحت الارض وغيره مشغول بما فوق الارض..
اليوم!.. اريد ان احكي للاردنيين عن صور ثلاثة..
الصورة الاولى .. ليس في الكون دناءة، وليس في الاسلام ادانة اكثر من (قتل) حاكم شرعي (مبايع) ومن عترة الحبيب المصطفى في مسجد يخص جده وفي مكان معراج جده لياتي بالرحمة والسلام لهذه الامة.. وعلى مقربة من تلك الربوة نهض االجندي الاردني مقتولا يدافع عن القدس التي حماها من تامر (ديدان الارض من الموجة الاولى لاغتياله) الدم الزكي ل عبدالله الملك هو الذي كان اول القرار الاردني لتكون القدس بوابة الحب وبوابة الشهادة ومستقر الاسراء هذا السمو الذي صنعه الهاشميون فينا وهذه هي اول ميزة لنا على غيرنا….
الصورة الثانية .. في اغالب دنيا العرب وعلى مدار عشرات السنين الماضيات دوما تصدم الارض العربية ابناءها حين تنبش لاي سبب بصورة العيون المبحلقة (الراجفة) لجثث اغرقها الخوف تجانب بعضها خوفا ورعبا لقد امتدت (المقابر الجماعية) على مساحة واسعة من دنيا العرب
قبل (الربيع المشؤوم وبعده) لكن رقعة واحدة من دنيا العرب لم يحفر ابناؤها حفرة فيها الا مباهاة واعتزازا بدم شهيد …..
إن الاردني العربي الذي اقسم بدم الشهيد ظل فخورا بما اتاه الله من حدس فبلادنا بترابها وهواها اينما يممت تطالعك زهرة حب واقحوانة بدم شهيد طري دمه كانه فارق الحياة للتو ….
دلوني على وطن في الشرق غير هذا (الحمى الهاشمي) من هم تحت ترابه (شهداء عند ربهم يرزقون) …….
الصورة الثالثة.. جواز السفر مهم وشهادة الازدياد (الميلاد) بلغة المغرب العربي علامة وقانون فك الارتباط اجتهاد ومن ولى وجهه صوب سلطة وطنية تحت سنابك الاحتلال منهج اصبح واقعا ورطانة احترفها بعض دعاة الوظايف او العيب الخارجي يقدسون الجغرافيا على انها الحق والحقيقة وليس غيرها قانون مواطنة كل هولاء قد صفر لهم شهيد القدس الاردني باعلى دمه (ان اوقفوا اللعب) فالدم هو الكوشان والطابو هو الذي استشهد على اسوارها وتلالها مقبلا وليس مدبرا…….
ايها الاردني الذي استيقظت مع دمك فجأة اعتراضا على ما يدعيه البعض ايها الاردني الذي نمت في احضانها كل هذه الغيبة تحرسها من تحت التراب كما خضبت ترابها واقفا بدمك ايها الاردني الذي لم تعرف كلمات الاقلمة والقوننة والدسترة والحكم الذاتي والممثل الوحيد ايها الاردني النبيل لا يهم من تكون ايها الاردني ان دمك غسول لكل قباحات الرطانة والامركة والحقوق المنقوصة والتبجح بالحقوق المكتسبة ….
ايها الاردني نحب ان نكون واولادنا وبناتنا مثلك انت.. انت وليس سواك من فهم ان الهاشمية رسالة امة والاردنية سيفها وحاميها وفلسطين وقفية للامة والاردني حارسها ومفتديها ايها الاردني انت الوحدوي في زمن الشتيمة الاقليمية ايها الاردني انت زنار العز ومأزر الفخار وانت قطيفة الصبايا الحالمات بوطن حر ايها الاردني قم انهض واتكئ على جرحك ودع (سنجتك) مبرقة في وجه العدا انت منذ اليوم قسمنا لن نقسم الا بك ولن نردد الا (والنخوة الاردنية، لو جاسوا القبة والمسجد الف سنة، فانك انت قدرنا ورادعهم وانت من سيكنسهم ذات وميض قادم تحيا النجمة السباعية وعاشت الجندية الهاشمية من عمامة الشريف الذي يجاورك دمه الى عبدالله الثاني المحروس ببركة (السبع المثاني) نردد قول رسول حمزاتوف (وطني حيث قبر ابي) يا لفتنة قبر الشيبة في رحاب الاقصى ويا لعزة البارود في يدك ايها الجندي المعلوم …..
انت الاردني