facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العادات والتقاليد


علي الزعتري
14-08-2021 09:41 AM

يجب أن نُقِّرَ أن العادات و التقاليد تتغير و أن الوقوف بوجه هذا التغيير يخفتُ بالتدريج ليصبح قبولاً و لو كان القبول بمضاضة. العادات و التقاليد مثلها مثل الملابس التي نغيرها كل فترة لأننا كبرنا أو لأنها بَلَتْ أو لأنها لم تعدْ جديرةً بالزمن الجديد. و هناك تلاقٍ مرةً أو بونٌ شاسعٌ مرةً ثانيةً بين العادات و التقاليد و بين شَرْعِ العِّفةِ و مخافةَ الله. بعض عاداتنا و تقاليدنا من صلب الشرع و بعضها لا يمت للشرع بصلة. الفارق بين التزامنا بما يتلاقى و الشرع و ما هو عادةٌ خارجةٌ عنه يحدده نفاقنا و رغبتنا تطويع الشرع للزمن. هذه كانت و تبقى معضلة الأمم وما بُعِثَ الرسل و الأنبياء إلا ليفرقوا بين عادات و تقاليد و بين شرعٍ أُختتم بنبينا عليه الصلاة و السلام.

نفاق المجتمع ليواكب الزمان و تلبية الرغبة الغريزية غير المهتمة بآداب وتعاليم الشرع يرضى بالجديد من المتناقض مع العفة و يسميه حريةً و تقدماً و قد يعطيه مسمىً اقتصاديا لترويجه. يسمحُ هذا النفاق بقبول ما لم يكن يُقبلُ منذ سنوات. يقبلُ مثلاً بترويج المشروبات الروحية و يغلف هذه التجارة المحرمة بفتاوى تبيحها لغير المسلمين و قانونية فرض رسومٍ عليها تعود للخزينة. يقبلُ بالملاهي الليلية رغم معرفته بموبقاتها و لنفس السبب الاقتصادي. يقبلُ النفاق باسم الحرية أزياءَ و أخلاقَ ممجوجةً بل و بشعة و مُحرَّمة. يقبلُ النفاق من أجلِ الصداقةِ و الروابط العائلية و المجتمعية كسر و لَيَّ المحرمات و الموبقات مثل القتل و الحري و الاعتداء. القبول بها أو رفضها، و كل شيئٍ جديد، ما ينفعُ و ما يضر، يعودُ للتربية، و لكل قاعدة استثناء. التربية تقول للإنسان ما يقبل و ما يرفض فإن ربته على رفض السيئ فسيقاومه وإن تخلت التربية لصالح السيئ من القول والفعل فسيقبل به، و كيف لا و المجتمع يُشجعه و يأخذ بيده نحوه؟ نعم؛ المجتمع لأن مجتمعاتنا باتت مبنيةً بالسليقةِ على النفاق.

بالطبع، ليس كل من بالمجتمع منافق و لا كله صادق و كثيرٌ من أفراده مخلصون و أنقياء لكنهم غير قادرين أو مؤهلين لحمل المجتمع على قبول المدينة الفاضلة لأنها باختصار غير ممكنة! و لنا في سلسلة الرسل عبرة. و كل نفسٍ بما كسبت رهينة.

هكذا رد فعل المجتمع الأردني على مسلسلٍ جديدٍ أنتجته شركة نيتفليكس، و هو الثاني من نوعه. كثيرٌ يقول أنه ضد العادات و التقاليد و كثيرٌ معه. الواقع أنه ليس ضد العادات و التقاليد و هو تقليدٌ لمسلسلات أمريكية بنفس الرسالة و يتكرر بمدارسنا بين الطلبة، و يتكرر يومياً بين السائقين و رواد الأسواق. التنمر و المشاكسة و المسبات الجارحة باتت عادةً. الفرق هو أنه عُرِضَ على الملأ. مقاومة المسلسل هي بتغيير المجتمع الذي أفرزه و يفرزه.

لو حرص المجتمع بصدقٍ على العادات والتقاليد التي تتلاقى و العفة و الشرع الحنيف لرأينا الملائكة تمشي بيننا. لكننا لسنا كذلك و لن نكون. و لن أقول كفانا نفاقاً. فكل نفسٍ بما كسبت رهينة و سيأتي يومٌ لا ينفعُ مالٌ و لا بنون إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم و الله يسلم الجميع من النفاق و يهدينا للعادات والتقاليد الحميدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :