تأسيس اول وزارة عربية ومجلس الشيوخ إن العمل على انقاذ الدولة قد اصبح فوق طاقته وطاقة غيره فرأى أن يبدأ بالمستطاع وهو انقاذ الحجاز مهد الاسلام ومشرق نوره وأن ينهض به والاستعداد لتحديد الاستقلال في الحجاز والحاحه قد اشتدت اليه حتى وصل الى حد الضرورة ،وما كان ليوحد في الامة العربية ولا الامة الاسلامية كلها من أناه الله من البصيرة والشجاعة والثقة بالله والتوكل عليه ما ينهض به للقيام بهذا العبء العظيم ولولا ثقته بالله وتوكله عليه .
انفرد سيدها واميرها للنهوض بما يجب عمله والاستعداد الى الاستقلال ،فكان له بعمله اكبر منه باعناق اهل هذه البلاد .ومن اقواله التي نعتز بها كعرب واقتبس منها بعض الكلمات قال : إن هذه النهضة عربية تشمل كل عربي كائناً من كان على شرط أن يكون صادقاً لوطنه مخلصاً لقومه .
وفي هذا السياق اذ اعلن عن اول وزارة عربية في 7 ذي الحجة عام 1334الهجري آي 7121916م والذي خاطب الشيخ عبد الله السراج لتأسيسها وكتب برسالة واقتبس منها وقال : انه لما كانت مصالح الرعايا وانتظام شؤون المجتمع وتوفر أسباب العمران لا بد لها من دواوين يتورع عليها النظر في الحكومة وما هو في معنى ذلك من المصالح العامة والخاصة ويتعيين بها أساس الوظائف الذي تبنى عليها المسؤولية وتكوين حكومة لبلادنا المحروسة وبالنظر الى ما تحققناه فيكم من الكفاءة والاستقامة عزمنا بعد الاستعانة بالله عز وجل على توجيه منصب قاضي القضاة لعهدتكم وتعينكم وكيلاً عن رئيس الوكلاء العظام وقد اخترنا لبقية الوكلاء حضرات الذوات الآتية اسماؤهم وهم ولدنا عبد الله بن الحسين لوكالة الخارجية ويكون وكيلاً عن وكيل الداخلية . وعين الأسماء الاخرى وختتم خطابه بهذه العبارة : وذلك لما توسمناه من درايتهم واستعدادهم للسهر على مصالح البلاد واهلها على ما يرضي الله واننا ننتظر منكم المبادرة الى تـأسيس الدوائر والدواوين الرسمية وتعيين العمال والموظفين لها وارجو الله سبحانه ان يحملنا مظهر توفيقه وهداه في كل ما يحبه ويرضاه في 7 ذي الحجة الحرام سنة 1334 شريف مكة واميرها الحسين بن علي .
وفي اليوم عينه صدرت ارادة سنية اخرى بتأليف مجلس الشيوخ الاعلى وهذا ما اقتبست من خطابه : بما اننا استسسنا تعيين هيئة اطلقنا عليها اسم مجلس الشيوخ وحملنا وظيفة هذا المجلس النظر في كل ما يتعلق بمنافع البلاد والمراقبة على اعمال الدواوين والدوائر الرسمية وابداء الراي . هذا وقد وضع الاسماء التي تكون منها مجلس الشيوخ وختم خطابه لتبيلغهم ما ذكر .
إن المغفور له الشريف حسين بن علي طيب الله ثراه أنشىء اقوى اساس لحفظ الاستقلال بإنشاء دولة وكان يثني بكلامه ويقول ان وجودنا السياسي مكفول لنا بالاستقلال التام الذي لا تشوه شائبة واني لواثق بالله سبحانه وتعالى من حسن النتيجة وماضي في سبيلي ولو ان هذا العمل الذي اعتقد فيه كل الصلاح لقومي وبلادي وديني يعترضه احد بسوء ولو كان احد اولادي لصلبته بيدي غير اسف عليه لأني احب قومي وبلادي وديني اكثر من كل شيء في هذا الوجود ولولا هذه المحبة لما نهضت هذه الامة وسأبقى مستمراً وختم كلمته حتى يقضي الله امره ولينصرن الله من ينصره .
إن هذه النهضة العربية التي بدأهاوضحى من اجلها المغفور له الشريف حسين بن علي وأبنائه طيب الله ثراهم ونهضوا بها نهضة الاسد وقامت على اساسها مدنية العرب الجديدة بالاستقلال الذي نعيش بكنفه اليوم الذي ننهض به بأسمى درجات المجد والذي يثنينا على العمل على مستقبل الامة بصدق وطنيتنا والرفعة به واعلاء شأنه.