مسيرة «الفخر» لقوم لوط الجدد في القدس
حلمي الأسمر
22-06-2007 03:00 AM
من المفروض حسب ترتيبات بلدية "أورشليم القدس ،"أن تنطلق مساء اليوم (أمس) مسيرة "الفخر" لمثليي الجنس(،) رغم احتجاجات المتدينين اليهود واعمال الشغب والعنف التي يقومون بها منذ عدة ايام. المتدينون المسلمون غائبون تقريبا عن الاحتجاج ، ربما بسبب انشغالهم بما هو أهم: أحداث غزة ، تكريم الملكة إلزابيث لسلمان رشدي بمنحه رتبة فارس ، الركض وراء رغيف الخبز ، معارضة حكوماتهم ومناكفتها ، أشياء أخرى كثيرة: التثاؤب مثلا وانتظار ظهور المهدي والمسيح الغائب.
بالنسبة لمثليي الجنس ، ومناصريهم ، مسلمين ومسيحيين ويهودا ، يشعرون بالفخر فعلا وشعارا: لأنهم نجحوا منذ شهر حزيران 2002 في أن جعلوا مدينة القدس تستقبل ما يسمونه تراثا جديدا وهو موكب "الفخر" بتنظيم مباشر مما يسمى "البيت المفتوح" وهي منظمة "حقوق إنسان" تتخذ من أولى القبلتين مقرا لها، لماذا القدس؟ يقول القائمون على "البيت المفتوح": لأنها مكان للتفاؤل والإلهام وبسبب تمتعها بطابع متنوع ومميز ، لهذا نجح "البيت" في إنشاء موكب مميز وخاص تحت شعار "حب بلا حدود" - وهو "احتجاج ضد الكراهية" وهو أيضا كما يقولون يبعث في المدينة "بصيصا من الحب والأمل" وهو خاص ومميز مثل المدينة ذاتها، منذ ذلك العام أصبحت "مسيرة الفخر" تقليدا "مقدسيا ،"بقوة قانون الاحتلال ، فقد ردت محكمة عدله العليا جميع الالتماسات بحظر اجرائها ، رغم الحملة المضادة التي شنها "زعماء" الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية حيث وقف هؤلاء وقف إلى جانب أعضاء من مكتب كبير الحاخامات ومكتب المفتي العام في القدس المحتلة في مؤتمر صحفي بالمدينة المقدسة يحذرون من عواقب المهرجان،
على الطرف الآخر ، كان منظمو مسيرة الفخر جمعوا مؤيدين من الديانات المذكورة للحدث ، الذي يقف وراءه ائتلاف واسع من المنظمات ، من مختلف أنحاء العالم ، ومن هؤلاء الآخرين "رجال دين ،"مناصرون للشواذ ، ومن هؤلاء من يسمونه "الإمام" محسن هندركس ، رئيس الدائرة الداخلية (The Inner Circle) ، وهي كما قيل منظمة تدافع عن المثليين المسلمين في جنوب أفريقيا ، الذي قال "بصفتي باحثا مسلما وناشطا روحانيا(،) يسعى إلى استئصال رهاب مثليي الجنس في المجتمعات المسلمة ، فإنني أجد أنه من الضروري انتهاز الفرصة التي قد تدعم هذه القضية ، وأجد في هذه الدعوة [الحضور إلى أحداث الفخر العالمي] فرصة لتبادل المعلومات حول الإسلام والتنوع الجنسي ، آملاً بأن يفيد تبادل المعرفة والتجربة هؤلاء الذين يشعرون بالحاجة إلى التوفيق بين العقيدة وبين الجنسوية والذين يعملون في هذا المجال".
وكذا هو الحال مع من يسمونه "الأب" الدكتور د. بيري ، مؤسس كنيسة مجتمع ميتروبوليتان ، وهي أكبر كنيسة لمثليي الجنس ورئيس مشارك في مؤتمر رجال الدين متعددي المعتقدات في أحداث الفخر العالمي الذي قال "سيتجمع العديد منا في القدس ليس للاحتفال بالفخر المثلي فحسب ، وإنما للاحتفال بفخرنا الروحي أيضًا. إننا قادمون كحجاج(،) لتقديم تقديرنا للأديان الثلاثة ، المسيحية ، واليهودية والإسلام التي تجعل القدس مدينة مقدسة".
كان هذا ما قيل عن مهرجان "الفخر" العام الماضي ، وحينها وقّع أكثر من 1,000 "رجل دين ،"من جميع المعتقدات الدينية على عريضة تدعم أحداث الفخر العالمي في القدس. هذا العام قال من يسمى "الحاخام" شارون كلينباوم ، وهو رئيس مشارك في لجنة أمريكا الشمالية المنظمة لأحداث الفخر العالمية وقائد روحي لمجموعة بيت "سمحاة توراة" (CBST) ، وهو كنيس لـ 200,000 يهودي من المثليين في منطقة نيويورك ، "اليمين الديني لا يمتلك عباءة القداسة. والقدس هي مدينة حية ، مقدسة ، موقع حج للناس من جميع الديانات والمعتقدات ، وتزداد قدسيتها عندما يتم الترحيب بالجميع داخل أسوارها. سنتوحد خلال أحداث الفخر العالمية كمجتمع واحد لنعلن أن القدس تابعة لجميعنا."،، فعاليات "الفخر" العالمية يشارك فيها 15 - 20 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم ، واحتفال "الفخر" العالمي الأول أجري في روما عام 2000 ، حيث انه - كما يقول منظموه - غرس في قلب أوروبا ، وعلى عتبة البابا ، الرسالة بأن المثليين والمثليات هم ، كما كانوا منذ القدم ، جزء لا يتجزأ وضروري من الإنسانية"،،
هذا هو حال أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وحاضنة كنيسة القيامة تحت الاحتلال الصهيوني ، فبعد أن كانت مكانا لتجمع الأنبياء والرسل في صلاة جماعية بإمامة نبينا محمد صلوات الله عليه ، ها هي مكان لتجمع الشواذ ، تفتح ذراعيها لهم بترحاب ، فيما تُغلق أبوابها أمام المصلين المسلمين ، من أهل فلسطين وغيرها بوصفهم "إرهابيين" فيا لفرحتنا و"فخرنا" جميعا،، وثمة شيء آخر ، ألا يستفزكم حُسن تنظيم هؤلاء الشواذ لأنفسهم ، ألا يثير الغيرة في نفوس أصحاب الرسالات الامية والأخلاق العالية ، لم هم أصحاب صوت خافت؟
al-asmar@maktoob.com