منذ عهد جدهم الأعظم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، تميز الهاشميون الكرام عن سواهم بشيمة " التسامح " التي أدخلتهم قلوب الكافة خصوما ومناصرين على حد سواء، والتي جسدت قيمة ومعنى أن تكون كبيرا تصفح وتسامح وتستوعب الآخر وتقدم له " القدوة " والمثل الأعلى في المعاملة.
قوة التسامح في أنه يجتث العتب والغضب وحتى " البغضاء" إن وجدت من قلوب الآخرين الذين لا يملكون أمام الصفح والتسامح والعفو إلا أن يعودوا عما هم فيه خاصة متى وجدوا الإحترام القائم على حوار المصارحة وقبول الرأي والإستماع من وليس عن، عندها تطمئن النفوس وتحل السكينة ويصبح الخصم والمعارض والعاتب والغاضب، عونا وسندا ونصيرا بإرادة الله.
في الأردن عشنا تاريخيا مراحل صفح وتسامح كثيرة بإرادة سياسية هاشمية كريمة تبوأ معارضون كثر فيها مناصب عالية وقيادية وصاروا من أكثر الناس إخلاصا ووفاء للوطن ولقيادته الهاشمية , منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, وما بدلوا تبديلا.
التسامح قوة بكل ما في المفردة من معنى، لا بل هو أقوى قوة رد وردع وجعل الآخر يقف أمام المرآة طويلا، ليس ليسعد برؤية ذاته، وإنما ليستبين واقع الذات من جهة وليشرع في التحول نحو رد الجميل بما هو أجمل من جهة ثانية.
الله جل جلاله القائل لرسوله في محكم كتابه " فأعف عنهم وأستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين "، من وراء قصدي.