في معركة الشيخ جراج في حرب حزيران 67 استشهد 97 جنديا اردنيا بقي منهم في ارض المعركة 17 جنديا دفنوا في تلة الشيخ جراح ووضعت على اضرحتهم لوحة كتب عليها " هنا يرقد 17 جنديا اردنيا بطلا ". ويوجد 80 شهيدا اخرين والسؤال اين هم ؟؟
مع اكتشاف اي ضريح من شهدائنا ، نرى في ذلك بعدا عروبيا عميقا وتضحيات اردنية جسيمة طالما ان جيشنا العربي هو جيش امة وقضية باخلاص ما توانى عن الدفاع عن فلسطين والقدس ابدا .
ولكن من خلال تتبع ما يتم بحق شهدائنا في ارض فلسطين اقدم لكم ما يلي من خلال تجاربي الشخصية ومشاهداتي وتواصلي مع كل الاطراف :
1. ان الاهتمام بدراسات اضرحة شهدائنا في فلسطين هي في الحدود الدنيا ،
2. نعتمد فقط على الجهود الفردية من اشخاص هنا وهناك في التنويه بمكان شهيد في منطقة ما .
3. ليست لدينا اية جهود في هذا المجال سوى تصوير ما هو موجود والحديث عنه في برامج محدودة استعراضية .
4. توجد مقابر لشهداء اردنيين سواء كانت فردية او ثنائية او جمعية ومنتشرة في فلسطين وبحاجة الى ترميم وتوثيق وامكانية معرفة الشهداء فيها .
5. الجهد الوحيد في توثيق الشهداء هي اصدار موسوعة "سجل الشهداء الخالدين " عام 2014 بدعم من رئيس هيئة الاركان الاسبق معالي مشعل باشا الزبن ، وغطت حوالي 60% من اضرحة الشهداء في فلسطين .
6. كانت هناك خطة لترميم اضرحة الشهداء في فلسطين بالتعاون مع المؤسسات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية ، ولكن مع تغيير احد المسؤلين جاء الذي يليه ليلغي كل المخصصات وكل المشروع وشطب والغاء الفرع الذي كان يقوم بالمهمة وانهاء خدمات من يشرف عليه .
7. يجب ان ننوه بحق بدور اهلنا في فلسطين بصيانة وحفظ العديد من مقابر شهدائنا خاصة في نابلس واليامون ورام الله وطوباس والكفير والتنويه بأن هناك في فلسطين من يستضيف شهيدا اردنيا في حديقته او فناء منزله .
8. لا يحتاج الموضوع الى مجاملات والتعمية وتجاوز الحقائق حين نقول ان كل اكتشاف لشهيد اردني قد كان عن طريق الاحتلال ، اكرر نعم عن طريق الاحتلال، وهذه أمثلة حقيقية :
أ. اكتشف الاحتلال اربعة شهداء اردنيين في منطقة بدو والجيب شمال القدس ، وتم نقل الشهداء الاربعة بمراسيم عسكرية اردنية الى مقبرة النبي صموئيل عام 1998، واحد هؤلاء الشهداء الاربعة تم اختياره لنقله الى صرح الشهيد ليوارى كجندي مجهول خلال الاحتفال بمئوية الثورة العربية الكبرى .
ب. اكتشف العدو الشهداء في موقع صور باهر وكانوا ثلاثة وتم نقل رفاتهم الى الاردن وتم التعرف على احدهم وسلم لذويه بمراسيم عسكرية عام 2017م ، وهذا الموقع له قصة بطولية .
ت. هناك شهيد اردني اكتشفه الاحتلال في مدخل قرية بيتا جنوب نابلس ، وتم اعادة دفنه بمراسيم اردنية فلسطينية مشتركة .
ث. حاول الاحتلال ازالة قبر جماعي لشهيداء اردنيين يضم 13 شهيد الى الغرب من بلدة عزون شرق قلقيلية ، وتدخل الاردن رسميا وحال دون ازالته ومنع استيلاء الاحتلال على ارض فلسطينية واسعة بحجة شق طريق .
ج. ويكتشف الاحتلال اليوم شهيدا في منطقة صور باهر
9. حدث مرة واحدة ان تم تكريم شخص من اهل القدس على ايوائه لشهيد اردني في حديقة منزله بالفرب من الشيخ جراح ، ولكن هناك قصص عديدة لعدد من اهلنا في فلسطين من يأوون شهيدا أو اكثر في فناء بيوتهم أو يرعون قبر شهيد اردني او أكثر ، فهل يمكن ان ننظم حفلا تكريميا لهؤلاء الاشخاص ؟
10.هناك الكثير للحديث عنه ، ويجب ان ننوه باجراءت الحكومة والجيش المميزة بالعناية بذوي الشهداء من حيث التعليم والاكراميات والسكن وتسهيل التوظيف وغيرها ، لكن نحن نريد خدمة التاريخ والبحث باستمرار وبمنهج علمي مدروس وان نصل الى كل ما هو مكتشف واكتشاف غيره ، وتوجد مقابر عديدة للشهداء الاردنيين غير معروفة ولكن هناك اساليب استقصائية تستطيع تحديد الشهيد من معرفة وحدته ومكان تواجدها ومن هم الشهداء فيها في هذا الموقع وغير ذلك وحتى بالحفر وتحديد ما يشير الى هويته او باساليب علمية .
تاريخ الشهداء الاردنيين هو تاريخ من العلم العسكري وليس نخدمه فقط بالاغنية والقصيدة وزيارة الوفود والتصوير لما موجود بل الى دراسات عن المعارك التي خاضوها ، وتوثيق المكان ورسم خارطة الاستشهاد لما يحمل ذلك من ابعاد عميقة تتعلق بحجم التضحيات الاردنية ليس فقط في حرب حزيران 67 بل في حرب فلسطين 48 والفترة من عام 48 الى عام 67 وما تلا ذلك عدا عن شهدائنا في كل الواجبات .
رحم الله شهداءنا ، وواجبنا اتجاههم كبير .