مهداة للجندي الاردني الشهيد الذي اكتشف رفاته في القدس وجميع رفاقه
جنود اردنيون شهداء كثر ما زالوا هناك ... وتراب فلسطين مجبول بدم هؤلاء الاردنيين الابطال .. وفي القدس ارتوى الثرى من دمهم فهي حرام على كل دخيل ومحتل نجس يدنس ثراها الطهور ... لحرمة الارض والاقصى والمعابد والكنائس ولحرمة دم هؤلاء اخوتنا واباءنا واعمامنا واجدادنا... لذلك تحرم فلسطين ومدنها وقراها على غير اهلها... مع الرفات وجدوا معداته وخاتمه وساعة يده حيث رصدت موعد استشهاده (الساعة الواحدة والثلث ) تقريبا ، حين دخلها دمه الطهور وتجمد الدم على العقارب واوقفها ....ستأتي هذه الساعة شاهدة على صمود الاردنيين ووفاءهم وحبهم لفلسطين واهلها.
الشاهدة الاخيرة
في الواحدة وعشرين دقيقة
توقف الدمُ في العروقْ
وتجمدتْ دقاتُ ساعتهِ
كما قلب الشهيدْ
هيَ اخبرتنا عن بطولتهِ
العظيمة....
وارصدتْ دمَهُ
ووقتَ وفاتهِ
وعقاربُ الساعه
توقفَ سعيُها
لما أَمَرَها الدم
واقتحم الشقوقْ
لتكونَ شاهدةً وحيده...
ترصد اللحظات
والمُهَجِ العنيده..
في مثل هذا الوقتْ
أسلمَ روحه
من بعدِ ما خرقَ الصفوفْ
وجندلَ الفِرَقْ الوقوفْ
ما كان يقبل أن يبوقَ
بوعدهِ
واستلَ حربته التي
شهدتْ صلاة الفجرِ
فوقَ الخاصره
ودعاءهُ الموصول
مَنْع القدسِ ثم الناصرة...
يرمي ويدعمُهُ الوثوقْ
وحلاوةَ النصرِ يذوقْ
مَنَعَ الكرامَ من الهوان
والغاصبينَ من المروقْ
ما كنا نشهدُ موته
او كنا نسمعُ صوته
لكن ساعَتَه وخاتم عرسهِ
هم اخبرونا
بهمسهِ ووفائه
عن نفسهِ
لحبيبة القلب التي
شغلتْ عواطفَه
وأودَتْ روحَه
لكنها حضنته
طولَ العمرِ
ما لَفَضَته ....
لولا حنينهُ
وأنينهُ
لشقيقهِ المزروع شرق النهر
ينْطُرُ عوُدَته
بعد الغروبْ....
للآن يبحث في الدروب
ويسائل الدحنون
واللزاب عنه
وآثار الحروب
اليوم تُخْلي سراحه المحبوبه
ويجوب في وطن الرجال
شماله وجنوبه
ويعانق الأهْلين أو
آثارَهم... وتفوحُ
في الاردن ازكى طيوبه
يا مرحبا بدم الشهيد
وخوذته
وجراب حربته
ونزف ندوبه
يا مرحبا بسلاحه وجراحه
وبريق خاتم عرسه
والتاج يزهو برأسه
وعلى الكتوف
اشارة الجيش الأبي
العربيْ...
اهلاً بجثمان الشهيد
أهلاً بتاريخٍ مجيد
أهلا بتُرْب القدس
وإن عادوا. نُعيدْ