كلما مررت بالطريق الصحراوي صوب الجنوب الأبي ينتابني تفكير عميق وخيال واسع عن تلك المساحات الشاسعة على امتداد الطريق الصحراوي والقاحلة من كل شيء لا شجر .. لا بشر ولا اي معلم او منشاة ولا حتى لا نكاد نرى الطير في سماها! اتخيلها امتلأت بالمباني و اصبح فيها حياة و مناظر تسر الناظرين، فهناك المشاريع المتنوعة و المباني السكنية و المزارع و الاستراحات و المطاعم.

و لكن ما الذي يمنع ذلك لماذا لا تصبح تلك الخيالات حقيقة ما الذي يمنع؟!.

من الغريب ان الحكومات المتعاقبة بكافة اشكالها لم تعر اهتماما لتلك المناطق واستثمارها او تشجيع و تسهيل مهمة الاستثمار فيها.

فأنه من غير المعقول ان العقول الاردنية و مستثمريها من مروا بتلك المناطق الصحراوية لم تلفتهم او تحرك فكرهم للاستفادة منها في عدة مجالات.

تراب الأردن كنز اذا عرفنا كيف نستثمر فيه، لا انكر صعوبة استغلال اراضي الصحراء وتحويلها إلى منتجعات ومزارع متنوعة الى جانب ما يعانيه الأردن من نقص مياه حيث انها و للأسف من أفقر دول العالم فيه.

ولكن لدينا عقول أردنية و موارد بشرية كفيلة بإحداث نهضة اذا ما اتيحت لها الفرص و قدمت لها التسهيلات و الدعم.

ان فكرة كهذه كفيلة بأن تخلص نسبة لا بأس بها من بطالة الشباب الاردنيين لما سيكون فيه من تشغيل ايد عاملة، حيث لا يخفى على احد ان نسبة البطالة في الاردن مرتفعة؛ ما يعني طاقات وطنية تتدمر يوما تلو الاخر.

و للاسف تأتي كل حكومة بذات السيناريو الذي جاءت به التي قبلها، و تردد ذات العبارات بأن لا يوجد وظائف والقطاع الخاص بتراجع وخاصة مع أزمة الكورونا.

قد تكون هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن مفتاح التفكير خارج الصندوق للحكومة في ابتكار حلول ابداعية للتخفيف من البطالة ودعم الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشة للمواطنين من جهة و من جهة اخرى بناء للوطن.

العقول الاردنية تنسحب الان للاستثمار خارج البلاد و قد ان الأوان لاستفادة الوطن منها، ولا سيما في الزراعة حيث لم تعد كما كانت بالسابق زراعة تقليدية ولا يمكن أن تصلح الا في مناطق غزيرة المياة وحسنة التربة.

هناك تجارب عالمية في مناطق تعتبر اقسى ظروفا من الصحراء في الأردن ونجحت نجاحا باهرا وانتجت افضل انواع الخضار والفواكه.

إذا وجد التصميم والارادة فستكون بترول الوطن وتحول الصحراء إلى مزارع ومصانع تخفف بنسبة عالية من البطالة وتدعم الاقتصاد الاردني.

(الدستور)